اليوفي هو الأكثر ثقة بين ثلاثي القمة

ألبرتو تشيروتي

TT

الآن ثمة ثلاثة فرق تستمتع بالوجود على قمة الدوري الإيطالي، وهو ما يمثل الكمال الجغرافي للبطولة، فاليوفي مرشح الشمال ولاتسيو، ممثل عن الوسط، والواعد نابولي من الجنوب. وإحقاقا للحق، إذا نظرنا إلى النقاط الكاملة المقتنصة فسيكون هناك أيضا المعاقب سمبدوريا، ولكن وفقا للنظرات والتنبؤات يظل أكثر صلابة دائما اليوفي الذي يتابعه المدرب كونتي من أعلى. صحيح أن يوفنتوس لم يلزمه في أوديني سوى أقل من ربع ساعة حتى يعلن عن نفسه بإحراز هدف والبقاء في زيادة عددية مقارنة بخصمه، بعد طرد حارس أودينيزي، الأمر الذي كان موضع نقاش أنيق من جانب بيبي ماروتا أيضا، إلا أن فريقا آخر أقل ثقة بنفسه، لأنه أقل قوى، كان من الممكن أن يتعرض لمزيد من المخاطر. ولكن، على العكس، بوفون ورفاقه لم يتوقفوا عند حد الفوز، بل استمتعوا بتحقيق فوز كبير عن طريق المعتاد فوتسينيتش، ولا سيما العائد بشكل جيد جيوفينكو.

فبعدما عاد المهاجم الشاب إلى بيته، حتى وإن كان ذلك دون القميص رقم 10 الذي بإمكانه ارتداؤه دون خوف، أوضح جيوفينكو أن مدربه السابق في بارما فرانكو كولومبا كان على حق عندما قام في الموسم الماضي، قبل أن يتألق اللاعب مع دونادوني، بالدفع بسيبستيان دائما في مركز رأس الحربة الثاني. فهذا هو المركز المفضل لدى اللاعب كما أثبت أمام أودينيزي، حيث استطاع صنع ضربة الجزاء التي جاء منها الهدف الأول لليوفي، ثم أحرز ثنائية في الشوط الثاني الذي اتسم بعرض كروي رائع من جانب سيبستيان، ولا جدوى من مناقشة الحالة البدنية للمهاجم الشاب، لأنه دون اللجوء إلى عقد مقارنات مع ليونيل ميسي ومارادونا وزولا، يكفي ذكر كلمات الرائع بيارزوت الذي يرى أن خفة الحركة دائما ما تهزم القوة. وعليه، لماذا لا يمكن اعتبار جيوفينكو هو ذلك النجم الفذ الذي بحث عنه اليوفي هباء دون ملاحظة وجوده داخل أسوار النادي، فقط لأن اسمه جيوفينكو وليس فان جيوفينك؟

ولكن تقدم اليوفي لا ينبغي أن يقلل من شأن التحرك المنتظم للاتسيو الذي يتجاهله بشدة الآخرون، فهو الوحيد بين الثلاثة فرق التي تعتلي قمة الدوري الذي لم تستقبل شباكها أية أهداف خلال المباراتين الماضيتين، أو أن تغفل استمرارية أداء فريق نابولي الذي استطاع الفوز أمام فيورنتينا المنطلق بقوة، وكذلك بالأحرى لا يمكن تجاهل نجاح روما الذي سحق الإنتر الجديد في أول اختبار حقيقي للنضوج.

لم يحدث من قبل هذه المرة أن أكد زيمان كونه مدربا أستاذا، بينما أثبت التلميذ ستراماتشوني أنه ما زال مبتدئا، لأن الملعب رفض أفكاره قبل اختياراته. إلى هذا الحد يصبح من السهل البحث عن أعذار للخسارة والتعلل بخوض الإنتر لقاء الخميس الماضي في بطولة الدوري الأوروبي، ولكن ليس مصادفة عدم فوز الفريق حتى الآن على ملعبه منذ بداية الموسم، حيث تعرض للخسارة مرتين (أمام هايدوك سبليت الكرواتي وأمام روما) وتعادل بمعاناة أمام فاسلوي الروماني. وليس من الممكن أن يكون السبب وراء ذلك، حتى وإن كان الميلان أيضا لم يفز حتى الآن على ملعبه، هو الأرضية الصناعية الجديدة. ومن أجل ذلك، ينبغي أن تستخدم فترة توقف الدوري في إجراء الإصلاحات. وبينما استأنف الميلان سيره مجددا بثلاثية باتزيني في شباك بولونيا، لم يكن هدف كاسانو كافيا لمساعدة الإنتر. وهكذا، يبتسم الآن اليوفي أكثر من أسبوع مضى وهو يرى أكبر خصومه يسيران جنبا إلى جنب في منتصف الطريق.