سر توتي يكمن في «فوضويته» داخل الملعب

أندريا سكيانكي

TT

في انتظار الشباب، لنستمتع بهذا اللاعب البالغ من العمر 36 عاما الذي يواجه بطولة الدوري الحادية والعشرين له في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم، حيث أذهل فرانشيسكو توتي جماهير ملعب سان سيرو يوم الأحد الفائت، و«يغلّف» فريق الإنتر على خلفية الجديد الذي يتقدم المواهب التي عليها أن تخرج للنور. أداء توتي جدير بالدراسة بالنسبة لأي شخص لديه طموح أن يصير لاعب كرة قدم. في طريقة اللعب 4 - 3 - 3 الخاصة بالمدرب زيدنيك زيمان، يتمركز اللاعب المخضرم في الجهة اليسرى، بخط الهجوم، ويركض، ويعود، ويلعب كرات طويلة، ويراوغ، ويستخلص الكرة، ويبدع. المشهد كله له. نرفع القبعة، لأن أحدا لم يكن يعتقد أن توتي يمكنه التأقلم على تكتيك المدير الفني، وعلى العكس، بما أننا نتحدث عن لاعب فذ تماما، ها هو القائد يأخذ بيد الفريق ويقرر التنقل في الملعب بحسب كيفية تطور الهجمات. في الواقع، يقوم توتي بصورة مبدعة بالدور الذي كلفه به زيمان، فهذا مفيد له وللفريق أيضا.

سر توتي يكمن في الفوضوية، حيث يبدأ في الجهة اليسرى، وتمرير في قلب منطقة الجزاء الكرة الذهبية لفلورنزي، وفي الشوط الثاني وجد في القلب وظهر بالمكر الذي أرسل من خلاله كرة هدف التقدم 2 - 1 لأوسفالدو. الحقيقة هي أن رقم 10 في فريق روما يلعب في كل أنحاء الملعب، لا مهاجم، ولا لاعب وسط ولا هداف، وإنما كل هذا معا. الكبار فقط هم القادرون تأدية الدور بحرية وفعالية كبيرتين. فريق روما ملك توتي، تقريبا مثلما كان فريق ريال مدريد الكبير ملكا لدي ستيفانو أو فريق تورينو العظيم كان ملكا لفالنتينو ماتزولا.

إنهم رجال فريق، وقادة، ولاعبون لا يمكن الاستغناء عنهم. ما يبرر هذا التركيز وتسليط الضوء هو الأرقام، حيث تقول مباراة توتي أمام الإنتر إنه لمس 99 كرة، الرقم القياسي بين لاعبي روما، ولعب تمريرتين اخترقتا دفاع الخصم، وسبع تمريرات طويلة إيجابية، وثلاث عرضيات، وثلاث تمريرات حاسمة. أهذا كافٍ؟ مناورة روما أكثر خطورة مقارنة بتلك الخاصة بالإنتر. في المجمل، لمس لاعبو روما الكرة في منطقة جزاء الخصم 220 مرة، بينما توقف لاعبو الإنتر عند 180 لمسة.

بينما يفتقد فريق ستراماتشوني للسرعة وكذلك التمريرات العرضية، كاسانو لا يساعد في بناء المناورة، حيث يتمركز في أحد جانبي الملعب (الجهة اليسرى بشكل مفضل) وينتظر كرات زملائه. في 53 دقيقة لعبها، لمس 34 كرة فقط، وسجل هدف التعادل المؤقت 1 - 1 مستغلا تشتيتا حاسما، لكن الهدف لم يكن مهما كثيرا. فقد الكرة أربع مرات، وفشل في مراوغتين وثلاث تمريرات من إجمالي 14 لعبها. ما معناه أن أفضل أداء لكاسانو، بقميص الإنتر، ما زال عليه إظهاره، وخلال الانتظار المليء بالثقة لنراجع أبجديات كرة القدم، التي يقدمها توتي بالطبع.

يذكر أن نسبة استحواذ الإنتر على الكرة بلغت 53.3%، لكن لاعبيه لم ينفذوا كرات عرضية مثلما يفعل الخصم، بينما كانت نسبة التمريرات السليمة لفريق روما 81% حيث اتسم لاعبوه بالدقة، مع أخذ سرعة مناورتهم في الاعتبار، في المقابل تمكن تاشتسيديس الوافد الجديد في قلب وسط روما من استخلاص ثماني كرات بعد خروج دي روسي حيث أخذ على عاتقه إيقاف هجمات الخصم، وتم ارتكاب أربعة أخطاء ضد ناغاتومو، حيث كان الظهير الياباني للإنتر مستهدفا دائما من جانب ديسترو.