الهزائم مفيدة للتعلم

لويجي جارلاندو

TT

لم يكن بوسع المعلم أن يقدم هدية أفضل لتلميذه، فالخسارة مليئة بالمعاني. لأن الهزائم والأخطاء مفيدة دائما لتعلم شيء ما، بينما الانتصارات تعلم بصورة أقل. منذ أعوام، تساءل ستراماتشوني الطموح قائلا «لم لا تؤلف كتابا عن الخططية، وهكذا أتعلم؟»، وأجاب زيمان «لأني حريص على إخفاء أسراري». ويوم الأحد الماضي في سان سيرو، وخلال تسعين دقيقة، سطر المعلم كتيبا في كرة القدم الكاملة وأهداه للتلميذ. «نأمل أن يكون درس زيمان ذا فائدة»، بالطبع سيكون مفيدا، لأن ستراماتشوني من النوع الذي يتعلم سريعا. وقد تحدث عنه برانديللي قبل يومين هكذا: «لقد عرفته، وترك لدي انطباعا ممتازا، كما درس كرة القدم طويلا». بينما تقييم الجمهور يعتمد أكثر كثيرا على النتائج، فحتى يوم السبت الماضي كان ستراماتشوني هو موتسارت مقعد المدرب، والفتى المدلل، والآن هو مدرب في خطر. آندريا ستراماتشوني هو أول من يعلم ذلك، أن كرة القدم مثل الخلاط، وخلاط الإنتر له شفرات تفرم أكثر من أي شيء آخر. اسألوا من سبقوه عن ذلك. لكن المدرب المتحدر من روما يمتلك الأدوات واللاعبين لمواصلة طريقه، مع أداة زيادة: كتيب المعلم.

درس زيمان الأول كان نفسيا، فستراماتشوني واجه أول مباراة مهمة لفريقه الإنتر الحقيقي، أمام «فريقه» روما، بتأثر يمكن تفهمه. في حين زاد المدرب البوهيمي من عدم ثقة زميله الشاب حينما ركز على خبرته القليلة جدا، ثم داعب الإنتر بقوله إنه كان على وشك تدريبه. الخلاصة أنه من أهل البيت، وليس غريبا على نادي موراتي. وبالفعل في سان سيرو استقبلوه بلافتة تكريم وتقدير. فهل سيحظى ستراماتشوني بأخرى مثلها في الاستاد الأولمبي؟ اعتنى زيمان بكل تفصيلة، وبنى لنفسه الإطار المناسب لرسم المباراة الكاملة داخله. الدرس الثاني كان خططيا، حيث جعل الفكرة متماشية مع رغبات الأبطال، من دون الخروج عنها. الهدف الأول والثالث جاء من غزوات لاعبي الوسط من إلهامات لاعبي الأجناب. وبالتالي الركض في القلب أكثر من الجانبين، مثلما كان يقول كتاب زيمان حينما كان لديه لاعبا أجناب، توتي وأوسفالدو، واللذان صنعا هدف فلورنزي وماركينهو، وهما ليسا كذلك، وإن ابتعدا ناحية الأجناب كثيرا. غالبا ما لعب توتي في قلب الملعب ومن هنا ولد الهدف الثاني، فقد تناسب النص مع الأبطال.

ينبغي على سترامتشوني أيضا فعل هذا، أن يسأل نفسه: هل يمكن لخط وسط من الفرسان الشباب، غوارين وبيريرا مثلا، أن يحافظ على النظام، والالتزام، والتحرك باتساق كما تتطلب كرة القدم الهجومية، على طريقة زيمان، والتي تروق للمدير الفني الشاب، من دون فتح ثغرات من نوعية تلك التي سجل منها أوسفالدو لروما؟ هل يمكن تقديم خط الدفاع، لتقريب خطوط الفريق، من دون قلب دفاع سريع يلحق بالمهاجم في حالة وجود الكرة خلفه؟ قام بورديسو بهذا الدور بتوقيتات الليبرو القديم. بينما لدى رانوكيا وسيلفستري خطوة أخرى ومهمة أخرى. وحصل زيمان من مهاجم مثل ديسترو على عمل مقبل على الأجناب ومن كل الشق الهجومي على تضحية للضغط والتحرك والذي يفيد الفريق كله. لا يزال ستراماتشوني بعيدا عن جعل من عازفي خط الهجوم المنفردين جسما متناغما مع الفريق ككل. أول من يعاني ذلك هو خط الوسط. في حين لم يجد زيمان معاناة في إطلاق لاعبين شباب مثل فلورنزي وتاشتسيديس، وما زال على آندريا اكتساب ثقة أكبر في إدارة الأسماء المهمة في الفريق. هذا وأمور أخرى تعلم الكتيب الذي أهداه المعلم للتلميذ في ليلة بميلانو والذي يمكن أن يفيد الإنتر بصورة لا تقل عن فائدته لروما.