لاعبو الكرة وشراهتهم للمال

محمود تراوري

TT

نويل لوغريت، رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، قال إن لاعبي منتخب فرنسا لن يحصلوا على مكافآت إلا إذا تأهلوا إلى نهائيات كأس العالم، وقبل مباراة فرنسا أمام فنلندا في المجموعة التاسعة في التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم تأكد أن اللاعبين وافقوا أيضا على التخلي عن مكافآت المباريات الودية. وأضاف أنه في حال تأهل المنتخب سيتقاسم لاعبو فرنسا مكافآت قدرها نحو 2.4 مليون يورو (3.03 مليون دولار أميركي)، كما سيحصل اللاعبون على 15 ألف يورو في المباراة الواحدة مقابل حقوق الصور بزيادة قدرها 50 في المائة عن الموسم الماضي.

في إسبانيا أثار البرتغالي رونالدو تكهنات كثيرة لأنه لم يحتفل الأسبوع الماضي بإحرازه هدفين في مرمى غرناطة، واتهمته بعض الصحف بأنه يبتز فريقه ريال مدريد للحصول على مزيد من الأموال، وهو ما نفاه رونالدو مؤكدا أن العالم سيعرف السبب الحقيقي في يوم من الأيام.

بينما محليا نشرت «الشرق الأوسط» أول من أمس خبرا عن توجه نادي الوحدة السعودي لصرف حوافز مادية بعد كل مباراة يفوز فيها الفريق!

إذن المال.. هو المال شاغل الدنيا والناس. أنت تذهب إلى وظيفتك كل صباح، وكل مساء، من أجله، رجال الأعمال يقطعون الفيافي، ويمخرون عباب المسافات، يطوون القارات والمحيطات من أجله، تجيش الجيوش، وتتصارع الدول من أجله... إلخ. بديهيات معروفة، مبررة ومفهومة، لكن ما هو غير مفهوم، كيف للاعب محترف يتقاضى أجرا مقابل لعبه مع فريقه أن يطالب بمزيد من المال؟!

الشماعة الأبرز التي ينصبها المنتقدون لتراجع مستوى الكرة السعودية في العقد الأخير، ويعلونها مقصلة يشنقون عليها اللاعبين هي «شراهتهم نحو المال»، استرجعوا غالبية النقد الموجه إليهم، خصوصا من العامة ومن قبل بعض اللاعبين الذين لم يدركوا عصر الاحتراف المعلن، وعندما أقول «المعلن» أعني أن الاحتراف كان مطبقا ولكنه غير معلن، فكلنا - أو أغلبنا كي أكون دقيقا - يعرف أن هناك عددا من اللاعبين سابقا قبل إقرار نظام الاحتراف مطالع التسعينات الميلادية لم تكن لهم أي مهنة أو وظيفة وكانوا يعيشون على هبات مقابل لعبهم الكرة، وهم في الغالب الذين يبتزون الرأي العام عاطفيا، حين يخرجون عبر وسائل الإعلام بعد نضوب معينهم يتباكون على تردي أوضاعهم وسوء أحوالهم المادية، بعد انقضاء زمن «الفلة»!

عوالم الشهرة (الرياضة، الفن، الإعلام) تلتبس بالمال عادة، وهي ظاهرة عالمية حد اقترانها بالمافيا على نحو ما هو واقع في إيطاليا أو روسيا، ولنا أن نسترجع قصة مارادونا إبان احترافه في نابولي، أحد معاقل المافيا الإيطالية، وتورطه في التعاطي، وتلك مسالة أخرى، لها مقال آخر.