جلد الذات!

مصطفى الآغا

TT

قبل أن يلعب المنتخب السعودي مع إسبانيا بطلة العالم وأوروبا وصاحبة أشهر ناديين في العالم (برشلونة وريال مدريد) كان كثيرون يقولون لماذا نلعب مع منتخبات صغيرة وغير قوية هل من أجل أن نستقوي عليها ونتفادى الخسارة؟ وعندما لعب المنتخب مع إسبانيا وحتى قبل أن يلعب قالوا لماذا نلعب مع منتخبات بهذا الحجم؟ وسنخسر بنتائج كارثية وعندما يلعب المنتخب مع منتخبات تماثله وزنا وحجما وإنجازات، يقولون ألم تملوا من اللعب معهم؟ وكيف سنتطور إن لم نلعب مع الأقوياء؟

وعندما يأتون بمدرب محلي، يقولون لن نتطور إلا بالعالمي وعندما جاءوا بمن أحرز بطولة أوروبا ودوري أبطال القارة مع برشلونة قالوا ألم يكن من الأجدى أن نصرف ما سيقبضه على لاعبينا وأنديتنا وأن نعطي ابن البلد (المواطن) فرصته في تدريب المنتخب.. باختصار«احترنا يا قرعة من وين نبوسك».

نتيجة المنتخب السعودي مع إسبانيا منطقية جدا وربما كان بالإمكان أفضل مما كان، ولكن أن تصل الأمور حد جلد الذات والمطالبة بتفنيش رايكارد وتغيير اللاعبين والتغني بالماضي (علما أنه سبق وخسر المنتخب من فرق أقل) لا ولن يغير في الواقع شيئا أما المطالبة بالاستفادة من التجربة اليابانية فهذه حكاية لوحدها لأن اليابان كانت «ملطشة» لكل من هب ودب في القارة الآسيوية، فمثلا في كأس آسيا عام 1988 تذيلت مجموعتها الأولى أمام كوريا الجنوبية وإيران وقطر والإمارات وخسرت ثلاث مباريات وتعادلت بواحدة ولم تسجل ولا هدفا واهتزت شباكها 6 مرات، وللتذكير توجت السعودية في هذه البطولة بطلا لآسيا وفي البطولة التي تلتها توجت بطلة للقارة على حساب السعودية نفسها، ولكن اليابانيين حتى وصلوا لقمة آسيا لم يلتفتوا للنتائج في المباريات الودية ولعبوا مع دول أهم وأكبر منهم بكثير وخسروا بالأربعات والخمسات وشاركوا في «كوبا أميركا» أمام البرازيل والأرجنتين وهم يعلمون (أن لا خبزة لهم في اللقب) ولكنهم لم يهتموا بالفوز بقدر اهتمامهم باحتكاك لاعبيهم مع منتخبات قوية وكيف يتعلمون من أخطائهم وكيف يزيلون الرهبة من نفوس اللاعبين أمام منتخبات بهذه الأحجام.. إذا كنا نطالب بالتجربة اليابانية فهدا يعني أن نكون انتقائيين وعجولين ونقف عند كل صغيرة قبل أن نفكر بالصورة الأكبر.. نعم كان المنتخب بطل آسيا والآن يخرج من الدور الأول، ولكن الآخرين أيضا تطوروا ويجب أن تكون هناك وقفة صادقة وهادئة مع الأخطاء وأولها رمي كل شيء في ملعب المدربين (العالميين) وتفنيشهم عالطالعة والنازلة من الأندية والمنتخب والبحث عن الاحتراف الحقيقي الذي طبقته اليابان وعن التجارب الدولية المؤلمة التي خاضتها ومن ثم لكل حادث حديث.