أوسفالدو.. المهاجم الذي كان يحتاجه الآزوري

كارولينا موراتشي

TT

مما لا شك فيه أنه مهاجم الساعة، قوي بدنيا وبارع في اللعب داخل منطقة الجزاء ويجيد ألعاب الهواء، ثم هو أيضا، وهذا ليس بالقليل، تلميذ المدرب زيمان.. بالفعل لأن بابلو دانييل أوسفالدو، صاحب الـ26 عاما والذي أحرز ثنائية يوم الجمعة الماضي مع المنتخب الإيطالي أمام بلغاريا، ما زال بداخله قوة في حاجة إلى اكتشاف. لقد انطلق مهاجم روما هذا الموسم بأقدام سليمة مع فريقه وكذلك مع المنتخب الإيطالي الذي منذ فترة لم تمتلك صفوفه مهاجما بمثل هذه الصفات، فقد كان لوكا توني آخر لاعب حمل تلك المميزات.

وقد قدم إلينا أوسفالدو، خلال بداية هذا الموسم، جزءا من ذخيرته التهديفية غير العادية والتي تتسم بالروعة واستخدام القدم اليمنى واليسرى وكذلك الرأس. ولكن ما هي سمات هذا اللاعب؟ لماذا اليوم فحسب تتفجر موهبته بعد تجارب عديدة مع فرق إيطالية لم يلمع، بالتأكيد، فيها نجمه؟

فلننطلق في الرد على هذه الاستفسارات من حقيقة مسلم بها.. أوسفالدو لاعب خطير لا سيما داخل منطقة الجزاء، وهذا هو السبب الذي جعل المدرب زيمان يضعه في قلب خط هجوم فريق روما. وداخل منطقة جزاء الخصم يحاول أوسفالدو دائما الاستفادة من قوته البدنية للحصول على مكان ومهاجمة الكرات المرفوعة غير أنه قادر أيضا على اغتنام المساحات الفارغة والتدخل، باختيار جيد للوقت، لحصد الكرات المتجهة ناحية مرمى الفريق المنافس. إنه يجيد التسديد وهو يركض ويحسن التغييرات المفاجئة لاتجاه الكرة ويتحكم في التصويب.

لقد شيد زيمان فكر قطاع هجوم فريق روما بالفعل حول السمات التي يتمتع بها ذلك المهاجم ذو الأصول الأرجنتينية إلى جانب القائد فرانشيسكو توتي الذي، مع انتقاله من الجانب الأيسر إلى القلب، يجد على قدمه اليمنى الكرة التي يمررها إلى رفيقه المهاجم. وهكذا يعمل أوسفالدو على الاستفادة من سرعته في الركض بشكل عرضي والذي يسمح له بإبقاء الخصم المباشر بعيدا.

وفي قلب خط الهجوم، ما زال يتعين على أوسفالدو التحسن في حماية الكرة، الأمر الذي يسمح للفريق بالتقدم. ولكن لا أعتقد أن خطط لعب المدرب زيمان، التي تتسم باستمرار الهجوم من العمق تحبذ تلك الاستراتيجية التي، على العكس، تبدو مفيدة للغاية بالنسبة لفريق تشيزاري برانديللي. في الواقع، داخل الملاعب الدولية، مثلما حدث أمام بلغاريا الجمعة الماضي، غالبا ما تحاول الفرق الضغط دائما وإذا لم ينجح أحد الفريقين في لعب الكرة على الأرض فسيصبح تقريبا لا غنى عن لعب كرة طويلة تتجاوز خط وسط المنافس. وعليه يصير وجود مهاجم قادر على حماية الكرة في مثل هذه المواقف ومساعدة رفاقه على التقدم حلا خططيا إجباريا تقريبا.

الأداء الإيجابي والحماس الجماهيري وتعليمات زيمان، بإمكانها جعل أوسفالدو ينضج كرويا أكثر. وسوف يكون هذا النمو إلى جانب الشخصية التي يتمتع بها والرغبة في الوصول عوامل حاسمة في جعل المهاجم يظهر كل ما لديه من مهارات. ولكن سيتعين على أوسفالدو عدم اعتبار تلك اللحظة الكروية المتوهجة بمثابة هدف يسعى لإدراكه بل عليه النظر إليها كنقطة انطلاق.. وحينها فحسب سيكون بوسعنا القول إننا عثرنا على هداف من طراز فييري أو لوكا توني، إنها سمات ذلك المهاجم الذي كان يفتقد إليه المنتخب الإيطالي خلال السنوات الماضية.