خمسة أسباب تجعلنا نقلق على منتخب إيطاليا

لويجي جارلاندو

TT

تعادُل المنتخب الإيطالي مع نظيره البلغاري لا يوصلنا لدرجة الإحباط. فالعمل المتميز الذي استمر لعامين يجعلنا نأمل أن يستعيد المدرب تشيزاري برانديللي الآزوري الذي بدا تائها وفاقدا للروح في صوفيا، الجمعة الماضية. لكن من الحقيقي أيضا أن الأداء السيئ أمام بلغاريا يقدم خمسة أسباب لا يستهان بها تجعلنا نقلق على المنتخب، وهي:

الحماس: ذات يوم، صرح اللاعب دي روسي قائلا «إنني أستمتع في هذا المنتخب». وهي مشاعر يتقاسمها الجميع معه. لعامين، أدى لاعبو الآزوري بحماس وفخر في المسار الجديد الذي رسمه المدير الفني، حيث الاستحواذ على الكرة، والتمريرات الرفيعة، والأداء الهجومي، لإظهار أننا لسنا منتخب الهجمات المرتدة فحسب. كما مثلت بطولة أمم أوروبا وصولا إلى بر الأمان. فهل بعد عامين (والتقدير الكبير) ما زال يوجد هذا الحماس الشديد؟ في صوفيا لم يبدُ أحد مستمتعا، فالجميع كان مقيدا بعمل ممل، حيث العصبية الشديدة، ومشادات كثيرة في الملعب: بونوتشي، بيرلو، دي روسي.. «إنها علامة سيئة»، هكذا اعترف برانديللي عقب المباراة. فهل ستعود سعادة الرواد؟

معرفة: يبدو الأمر كما لو كان برانديللي قد نسي الضغط على «أحفظ بالاسم» قبل إرسال منتخب إيطاليا الخاص به في إجازة، وهكذا تم فقد كل شيء: التمرير، والضغط المتقدم، والفريق الهجومي، وقوة الإيقاع.. كان برانديللي على قناعة بأنه قد غرس في رؤوس فريقه أساسيات لا يمكن نزعها. الأمر ليس هكذا، وبالنسبة له ولنا كانت هذه هي المفاجأة التي سببت أكبر صدمة في صوفيا، وينبغي إعادة ترتيب كل شيء من البداية.

طرق لعب: إذا كان برانديللي قد اختار طريقة (3 - 5 - 2)، فالسبب تحديدا هو الاستفادة من معرفة لاعبيه، التي تلقوها في أنديتهم، ولم يكن هناك وقت لإزاحة الغبار عن تلك المميزة للعامين الأخيرين تحت قيادته (4 - 3 - 1 - 2). طريقة (3 - 5 - 2) تريح كتلة يوفنتوس في صفوف الآزوري، لكن المدير الفني لا يمكنه التعويل على لاعبين كثيرين مثل أسامواه. وبسبب قلة عدد لاعبي الأجناب الموهوبين، فالاعتماد طويلا على طريقة (3 - 5 - 2) يسبب خطورة. مع لاعب قلب وسط إضافي (4 - 3 - 1 - 2)، يكون بإمكان برانديللي ترجمة فلسفته الجميلة بشكل أفضل، لكنها طريقة لعب، كما رأينا، التي تتطلب تجارب كثيرة والتي لا يسمح بها جدول المباريات. ربما من الأسهل تدريب ثلاثي هجوم، مع بالوتيللي وخط وسط أكثر انغلاقا (4 - 3 - 3)، لكن هذا قد يعني الاستغناء عن الفكرة التي جعلتنا نظهر بصورة جيدة في أمم أوروبا. في الوقت الحالي، ما زلنا لا نعلم ماذا ستكون هويتنا الخططية الأساسية.

القدرات الفردية: استعادة قوة الأداء أساسي بالنسبة إلينا، لأن الإمكانات الفردية التي تشق طريقها بمفردها غائبة، قد يصبح بالوتيللي هكذا، لكن طريق النضوج الكامل لا يزال طويلا. في أمم أوروبا، أصبنا بالإحباط بسبب الاستخدام الآمن لدي ناتالي، وفي صوفيا أخفق جوفينكو. أوسفالدو اكتشاف رائع، لكنه ليس إبراهيموفيتش. كما يجب على إنسيني وديسترو أن يكبرا في هدوء. إلى الآن، يظل المنتخب ثريا باللعب أكثر من النجوم، وفي انتظار أن تتلألأ، علينا أن نعمل.

تشامبيونز: حينما يتراجع إيقاع بيرلو، فإن إيقاع الفريق بأسره يتراجع، يسري هذا سواء على اليوفي أو المنتخب الإيطالي. ما زال أمام نجم الوسط عام وبطولة إضافية، هي تشامبيونزليغ. هل سيمكنه أن يصبح القائد اللامع كما في الموسم الماضي؟ كان المنتخب الإيطالي، بالنسبة للاعبي اليوفي، بمثابة مران دولي محبب في انتظار ليال الكأس الأوروبية. الآن وبعدما صارت هناك بطولة تشامبيونز حقيقية ينبغي مواجهتها، كم سيؤثر هذا في أداء لاعبي اليوفي في الآزوري؟ كييلليني لم يوجد في صوفيا على الرغم من مشاركته في البطولة المحلية، فكم من الحذر من هذا النوع سيعيق برانديللي؟ وفي صوفيا، ظهر واضحا كم تخسر إيطاليا مع بيرلو الذي يتحرك بإيقاعات منخفضة، ومن دونه، كيف سنكون؟