أعيدوا لهم الثقة!!

أحمد صادق دياب

TT

* أكتب هذا الموضوع قبل مباراة منتخبنا الوطني الثانية، وهذه المرة أمام الجابون، ولا أعتقد أن النتيجة تهم، وهو ما كان يقوله الكثيرون قبل لقاء إسبانيا، وكانوا يطالبون بأن يلتقي منتخبنا بمنتخبات قوية وكبيرة، بغض النظر عن النتائج، فتلك اللقاءات لها فائدتها الكبرى بعيدا عن النتائج الآنية، وبعد اللقاء التف هؤلاء على كلامهم، وبدأوا في نغمة هجومية قاسية مليئة بعبارات لا تليق عن ذلك اللقاء.. بعضهم استدرك وقال إن التوقيت فقط غير مناسب وإنه مع ذلك النوع من اللقاءات، المشكلة أنهم لا يعرفون خلفيات اللعب مع مثل تلك منتخبات وأن الترتيبات مع أيام الفيفا لا بد أن تكون مسبقة التاريخ وبوقت كاف.

* من المهم جدا أن نعرف أن مثل تلك اللقاءات مع أبطال العالم ستكسب اللاعب السعودي أيا كان نوعا من التعود على اللقاءات الكبيرة والالتقاء باللاعبين العالميين والاستفادة من الاحتكاك المباشر معهم..

* قبل فترة ليست بالبعيدة التقى المنتخب الإسباني بنظيره الكوري الجنوبي وانتهى اللقاء بأربعة أهداف دون مقابل، ولم نر أو نسمع مثل تلك التعليقات التي عشناها مع المنتخب، وخسر المنتخب الإيطالي أما نفس المنتخب الإسباني بالأربعة في نهائي كبير هو بطولة الأمم الأوروبية، ولم نشاهد ما شاهدناه من تشف غريب، على الرغم مما نعرفه من تعلق الطليان بكرة القدم ومكانتهم الكبيرة في الكرة العالمية..

* الفوائد التي كسبها المنتخب أكبر من السلبيات التي يتعلق بها البعض، وبغض النظر عن النتيجة، فالمطلوب تكثيف مثل هذه اللقاءات واستغلال أيام الفيفا للعب مع مثل تلك منتحبات لأنها كفيلة تماما بإعادة المنتخب إلى المنافسة واللعب بشكل أكثر تركيزا وتناسقا..

* صحيح أن البعض يعتقد أن المنتخب يفتقد للانسجام، ولكن ما يفتقد إليه المنتخب في الوقت الحالي، وأهم من الانسجام هو الثقة في النفس لدى لاعبيه، وهو ما سلبه منهم الإعلام الانهزامي الذي لا يرى بعين الواقع بقدر ما يشاهد بعين الإثارة والرغبة في الوجود السلبي.

* في ظل العشوائية التي تمارسها الأندية في صرف الموارد الاستثمارية، هل نشاهد قريبا نوعا من التضخم الذي يجعل من تلك العقود الضخمة مجرد نقطة في بحر المصروفات؟ ما يحدث الآن في الأندية السعودية ينذر بأن البالون على وشك الانفجار.. وعندها سنعود إلى نقطة ما قبل البداية.

* بعد أكثر من ربع قرن في الصحافة الرياضية قال لي أحد الصحافيين الشباب إنه قادر على أن يجعلني مشهورا في الصحافة الرياضية إذا ما كتبت عنه ورد علي!! وأنا الآن أكتب عنك فأتمنى أن تفي بوعدك يا.... هذا ما قلته له قبل سنة.. من جديد وكرر كلماته علي قبل أيام.

* الله ولي الصابرين.. فاللهم اجعلني منهم..