موسم انطلاق كرة القدم الإيطالية باللاعبين الشباب

أليساندرو دي كالو

TT

كانت مباراة نهائي دوري الأبطال، منذ 10 أعوام مضت، في ملعب أولد ترافورد تمثل ديربي إيطاليًّا بين فريقي اليوفي والميلان. وحينها صعدنا بثلاثة فرق إلى الدور نصف النهائي من البطولة الأوروبية، حيث شارك أيضا الإنتر في ذلك العصر الذهبي لكرة القدم الإيطالية. ومنذ ذلك الحين، والكرة الإيطالية تشق طريقها بثقل. ولا يزال فريقا اليوفي والميلان مشاركين في البطولة القارية الأهم، في حالة أكثر فقرا وتواضعا، ولكنهما موجودان. وتظهر المشكلة في مشاركتهما بمفردهما في البطولة الأوروبية على مستوى الأندية الإيطالية.

وفي هذه المرة أيضا لم ينجح فريق أودينيزي في اجتياز عقبات الدور التمهيدي لدوري الأبطال. وفي العام الماضي، لعب الفريق الإيطالي بضراوة أمام فريق آرسنال والنجم الهولندي روبن فان بيرسي، وعلى العكس في هذه المرة، استسلم فريق أودينيزي أمام ركلات جزاء سبورتينغ براغا البرتغالي. ولا يوجد شيء جديد في ذلك. على أية حال، كان هناك شيء خارج عن العادة في مغامرة هذا النادي الإيطالي الصغير في الموسمين الأخيرين بنجاحه في انتزاع المركزين الرابع والثالث في ترتيب دوري الدرجة الأولى الإيطالي، حيث قام المدرب فرانشيسكو غويدولين بعمل كبير. وكاد يقترب من إنهائه بشكل عظيم قبل عدة أيام.

ولفترة طويلة، كانت إحدى مميزات الفرق الإيطالية تتمثل في قدرتها على هزيمة الفرق الأقوى والقدرة على اللعب بشكل أفضل. ومن أجل هذا، كانت كرة القدم الإيطالية، التي باتت أقل جاذبية الآن، يخشاها كل الخصوم. وفي مباراتي ذهاب وإياب تمهيدي دوري الأبطال، أظهر فريق سبورتينغ براغا أنه أكثر قوة على الصعيد الخططي وأكثر ملاءمة للمشاركة في دوري الأبطال. وبالطبع في الصيفين الأخيرين إن لم يستغن أودينيزي عن سانشيز وإنلر وهاندانوفيتش وإيسلا وأسامواه كان ليمتلك في خزانته الآن أقل من 90 مليون يورو عما بحوزته. ولكن أيضا لو كان قد منح بعض نجومه المزيد من الفرص كان ليقدم أداء أفضل في البطولة القارية الأهم. ومن الواضح أن فلسفة نادي أودينيزي تتمثل في اعتبار المشاركة في دوري الأبطال خيارا ينبغي أن لا يغير من مسار الإبحار. وهو موقف يستحق الاحترام، ولكن يبدو أنه قد يُحدث بعض الصدع في العلاقة مع المدرب.

ومن الواضح أن الفرق الإيطالية الأخرى، في هذه اللحظة، أكثر تنافسية من فريق أودينيزي. وعلى الأرجح لم يكن فريقا الإنتر ونابولي ليرهقا كثيرا أمام هذا الخصم البرتغالي. وربما أيضا كان سينجح فريق لاتسيو مع هيرنانديز وكلوزه أو فريق روما مع المدرب زيمان والعبقري توتي في اجتياز هذه العقبة. ولكن فريق أودينيزي استحق انتزاع فرصة لعب الدور التمهيدي من دوري الأبطال، بمواجهة ميليتو وكافاني وفريقي العاصمة الإيطالية في الموسم الأخير. وكل ناد حر في اختيار طريقه. وبالطبع يعد هذا العام بالنسبة لكرة القدم الإيطالية عام الانطلاق، بتغير قيمة الميزانيات أيضا في الأندية الكبيرة، في ظل تغيير الطموحات والتطلعات وانخفاض متوسط أعمار اللاعبين المنطلقين في الملعب. وهو عام الصفر لأنه - في موجة البطولة الأوروبية التي شارك فيها منتخب برانديللي - يطلب من المدربين صنع فريق بقيمة مضافة قادرة على إخراج نجوم (مثل إبراهيموفيتش). وفي الحقيقة، يعبر أودينيزي عن جزء بسيط من المستقبل الذي ينتظرنا. ويتعين على الفرق الإيطالية القيام بمهام تقييم الأبطال الشباب وبيعهم في الخارج، وإعادة الاستثمار بالحفاظ على التوازن. وهو طريق مرهق، ولكن ضروري، ويمكن النضج والفوز أيضا على هذا النحو.