التأجيل هو تأخير حدث أو فعالية ما إلى موعد لاحق، وتأجيل أو ترحيل مواعيد مباريات كرة القدم أمر وارد في كل دوريات كرة القدم في العالم، خاصة فيما يتعلق بالمباريات الدولية الخارجية التي تخوضها بعض الفرق التي تمثل بلادها في المسابقات القارية والدولية. وفي الآونة الأخيرة أثار البعض ضجة كبيرة حول قرار الإدارة المؤقتة لاتحاد كرة القدم برئاسة الأخ أحمد عيد وزملائه الكرام وبموافقة من رئيس لجنة المسابقات الأخ فهد المصيبيح وفقا لتصريحات الأخ أحمد عيد، وما كان لهذه الضجة المفتعلة أن تكون بهذه الحدة والديماغوجية والعنف والتعدي والمبالغة وقلب الحقائق.. لو كان التأجيل يمس فرقا أخرى غير فريق النادي الأهلي لكرة القدم، الذي اعتقد البعض أنه فريق آخر من بلاد الواق واق وليس فريقا وطنيا سعوديا، والذي أطلقت حوله وحول رجاله عشرات الاتهامات الباطلة من كل حدب وصوب، ونسي هؤلاء عشرات المباريات التي أجلت لفرقهم المفضلة في الماضي القريب والبعيد ولنفس الأسباب بل ولأسباب ودوافع أخرى واهية مضحكة سواء كانت مشاركات خارجية أو عدم جاهزية فرقهم لخوض مباراة مصيرية ما لما رأينا كل هذه الضجة. لماذا كل هذا الهجوم الكاسح على فريق الأهلي؟ ولماذا هذا الهجوم على أحمد عيد والإدارة المؤقتة للاتحاد؟ لماذا كل هذه المماحكات؟ وهل وصلت الكراهية لدى البعض إلى هذا الحد المفرط الذي لم نعهده من قبل لمجرد تأجيل مباريات لفريق وطني يمثل بلاده في المحافل الدولية بدلا من تعضيده وتشجيعه والوقوف معه. لماذا ولماذا وألف لماذا تظل مطروحة من قبل جماهير الأهلي الغفيرة التي ساءها كثيرا ما يتعرض له فريقها من هجمات شرسة غير منطقية ولا مبررة؟
الأهلي سيلعب هذا الأسبوع ضد فريق سبهان الإيراني في إيران وسبعة من لاعبيه الأساسيين عادوا الخميس مساء بعد سفر وطائرات ومباراتين ضد إسبانيا والغابون، وكذلك شارك لاعب من الاتحاد مع المنتخب وهو بدوره يخوض مباراة مصيرية ضد فريق صيني على أرضه هذا الأسبوع، وكذلك الهلال أمام فريق كوري، فهل يعقل وهل من اللائق أن يلعب الأهلي والاتحاد أمس الجمعة في ظل هذا الظروف؟ وكيف سيكون التمثيل المشرف للأهلي والاتحاد آسيويا في ظل مباراة ديربي حافلة تعودنا على أن تكون ساخنة حافلة بالإصابات والإرهاق؟ نعلم أن كثيرين لا يروقهم طرح مثل هذه الأسئلة، ونعلم أن مثل هؤلاء يلجأون إلى الالتفاف حولها وطرح إجابات ومداخلات بعيدة عن الواقع.. ولكن ما جدوى كل ذلك وما فائدته وقد اتخذ قرار التأجيل المنطقي والعادل؟ لا نعتقد أن هناك أي فائدة أو إيجابية من مثل هذه الطروحات سوى زيادة احتقان الشارع الرياضي وصب مزيد من الزيت على النار التي اشتعلت على الأهلي في قلوب البعض منذ زمن.. فكان الله في عونهم على أنفسهم.. وكان الله في عون الأهلي وأبنائه.