برشلونة والريال.. «الفريدي والهلال»!

هيا الغامدي

TT

كثر الحديث حاليا حول تجديد نادي الهلال عقد لاعبه أحمد الفريدي ودخوله الفترة الحرة (الـ6 أشهر الأخيرة) المتبقية من عقده والتي يصبح اللاعب من خلالها حرا بالانتقال للفريق الذي يريد دون موافقة ناديه، وما تبع ذلك من شد وجذب وإشكاليات عدة وعواصف وزوابع احترافية مختلفة جميعها تتمحور حول مسؤولية النادي، وتحديدا «إدارته»، عن تأخير الحسم للوقت الضيق، وبالتالي فتح المجال أمام اللاعب للمساومة أو بعبارة أخرى «الابتزاز» بقيمة العقد التي يرى فيها النادي ما يفوق إمكانياته كلاعب وإمكانيات النادي المادية!

تحدثنا كثيرا عن مسألة ضرورة وضع «سقف أعلى» لعقود اللاعبين المحترفين حتى لا يصبح المجال «سوقا مفتوحة» يمارس كل أطماعه الاحترافية من يستحق ومن لا يستحق. احترافيا من حق اللاعب البحث عن رزقه من خلال ناديه الذي هو «باب رزق» لا أكثر، والإشكالية أن بعض اللاعبين ينظرون لأنديتهم على أنها «مصباح علاء الدين»، وأن من حقه مطالبته بأرقام خيالية أحيانا تفوق إمكانياته الفنية وعطاءه بالميدان!

وبقضية عقد الفريدي لا تزال أصابع المسؤولية تشير للنادي الذي لا يجيد التعامل مع حسمه كما حدث مع عقود لاعبين آخرين قرروا الانتقال عن الفريق في ظروف مقاربة سببها سياسة «الباب المفتوح» التي أصبحت تستخدمها الإدارة مع النجوم بذريعة أن الفريق لا يقف عند لاعب، «غير أن» العقد قد يطول ويطول... وماذا بعد؟ ومن على الطريق؟!!

صحيح أن النادي، أي ناد، لا يقف عند وجود لاعب أو مغادرته، كونها لعبة جماعية ومستمرة، ولكن متى ما تحولت تلك النظرة لقناعة، أو بالأحرى «استراتيجية»، انفرط العقد وخسر النادي أبرز دعاماته الرئيسية، خاصة في زمن المتصيدين و«المتسلقين» والحساد، خاصة إذا ما كان اللاعب مؤثرا ومميزا مع ناديه! هذه أجواء الاحتراف، وكل يبحث عن مصلحته ولكن..؟!

«لكن» متى تتعلم أنديتنا من التعامل الاحترافي للفرق العالمية التي ينبغي أن تكون نموذجا يجب أن يحتذى به، فقد قررت إدارتا نادي برشلونة وريال مدريد، قطبي إسبانيا، تقديم عقود احترافية أبدية مدى الحياة لنجميهما ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو نظير مستوياتهما وعطائهما ودورهما شبه الرئيسي في الحصول على البطولات.

فإدارة النادي الملكي أرادت الحفاظ على نجمها البرتغالي بعقد أمدي بزيادة على عقده السابق، ومثلها فعلت إدارة النادي الكتالوني مع الأرجنتيني، وهو النجم العالمي المميز الذي فاز بالكرة الذهبية ولقب أفضل لاعب بالعالم ثلاث سنوات متتالية، وتقديرا لعطائه، والأكثر حفنة الوفاء منقطع النظير مع ناديه صاحب الفضل على حضوره وتميزه وفوزه بالألقاب، وهو الذي لا يقترب من قريب ولا بعيد لجذوره اللاتينية، وتصريحه بأنه سيبقى ببرشلونة «بأي ثمن» إلا إذا أراد الفريق الاستغناء عنه والتخلي عن خدماته.

وبصراحة تلك اللمسة الوفائية النادرة لنجم بحجم ميسي وتأثيره على الكرة العالمية، وفوق ذلك تواضعه وهو يمارس حياته بعيدا عن غرور الشهرة الذي أعمى لاعبينا الذين ينطبق عليهم المثل القائل «فوق شينه قواه عينه»، والنظرة الفوقية التي يتعاملون من خلالها مع جماهيرهم ووسائل الإعلام، وعلى ماذا؟! ليتهم يعلمون.. ومن النجوم الكبار أمثال ميسي يتعلمون، بل ليت أنديتنا تدرك أن من المفيد حسم الأمور مبكرا مع لاعبيها بشكل قاطع بالبقاء أو الرحيل.