هل تغيير أليغري الآن غير مجدٍ؟

أومبيرتو زامبيلوني

TT

في النهاية سيدفع الثمن الأقل مسؤولية بين المذنبين. لكن هذه هي كرة القدم، والميلان لا يشكل أي فارق. وسيُعد ماسيميليانو أليغري مدرب الميلان، الذي من الجيد أن يرحل، حقائبه في نهاية الموسم. وكل شيء يعتمد على رد الفعل الذي سيتمكن من الحصول عليه من فريق مفرغ من المواهب والمساهمات. والمشكلة هي أن أليغري ليس لديه اللاعبون الذين بإمكانهم تدعيم الفريق، لذلك ينبغي عليه أن يحمسه بنفسه، بينما كان لا يزال هناك حتى منذ 10 أيام مضت من كان يتحدث عن الميلان الجدير بالحصول على درع الدوري الإيطالي. ومع الأداء المتواضع والمخجل أمام أندرلخت البلجيكي في إطار دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا، وهو اللقاء الذي انتهى بالتعادل السلبي، وتصريحاته المخجلة أيضا («أنا سعيد لأن شباكنا لم تتلق أي أهداف»)، واجه المدير الفني للميلان بالفعل خطر الاستغناء عنه قبل الموعد المحدد. وفقط أدريانو غالياني، نائب رئيس الميلان، وغياب بديل للمدرب يمكن الاستعانة به، هما ما أقنعا سلفيو برلسكوني رئيس ومالك النادي بتأجيل الإقالة.

ولدى أليغري سلسلة من المباريات التي يستطيع فيها أن يقضي على كل هذه العيوب والأخطاء؛ أودينيزي وكالياري وزينيت وبارما والإنتر. وإذا تخطى اختبار اللقاء أمام أودينيزي، سينبغي عليه أن يتمكن من جعل لاعبيه يسجلون الأهداف مجددا على ملعبهم، من دون فقدان المسار في دوري أبطال أوروبا، مع منح انطباع عام عنه بأنه لا يزال يمتلك إمكانية التأثير على هذا الفريق غير الواثق في ذاته والقلق والذي ليس لديه أي حماس أو دوافع. وهو الفريق الذي لا يزال لديه احتياطي من المهارة التي ينبغي استغلالها والاستفادة منها (مثل مونتوليفو وروبينهو وباتو)، لكنه في حاجة بشكل مخوف إلى قيادة عرفت ذات مرة أن بواتينغ ونوتشيرينو لا يمكنهما أن يصبحا ما هما ليس عليه، وأنها لم تعد تمتلك السويدي زلاتان إبراهيموفيتش لكي يجعلها تتألق.

وسيصبح الميلان بحثا في الجامعات الاقتصادية. وسيكون بحثا صالحا لتصوير أولا كيف يُحمل إلى قمة العالم فريق جُمع على حالة الإفلاس، وكيف انهار في غضون أشهر قليلة. هذا لأنه لم يكن هناك مفر من تقليص التكاليف عندما لم يعودوا يمتلكون أموالا في خزينة النادي، لكن التقليل من دون خطة محددة من إعادة الأحياء والتجديد، يترك فقط بعض الأنقاض التي سيكون من الصعب إعادة الانطلاق منها. واليوم، لم يعد يذهب أحد إلى استاد سان سيرو، لأننا إذا استبعدنا اثنين من الشباب الذين يبثون الأمل في الجميع، مثل الفرعون المصري ستيفان الشعراوي والتشيلي دي تشيليو، فلا يوجد لاعب بعد يمكنه إشعال الخيال وأحلام الجماهير، وسيلزم على الأقل لعبه. وهو ما كان قد نجح أليغري في تشييده في كالياري مع فريق يتسم بالمهارة وشبيه بشكل أو بآخر بذلك الميلان الذي يوجد اليوم. ويتم قبول الخسارة أو حتى التعادل مع فريق بلجيكي متراجع إذا كان يكمن وراءه مشروع أو طريق للتشييد أو فكرة. والاستغناء عن أليغري اليوم سيحتاج إلى القليل من الأمور، ومن المفترض أن يمنحنا المدير الفني انطباعا عاما بأنه ليس قابعا هنا في انتظار البديل فقط. وعلى العكس، إن الشعور العام هو أن أليغري يتشوق للرحيل في إجازة بإنجازاته وبالرقم القياسي بالنسبة للنقاط التي حصل عليها في موسمين (متناسيا جائزة أخرى وهي المدرب الوحيد في إيطاليا وإسبانيا الذي خسر مع السويدي إبراهيموفيتش درعا للدوري). ومستقبله بين يديه أكثر من أنه تحت رحمة الحالة النفسية لسلفيو برلسكوني الذي لم يعد يتحمله.

وليس الذنب ذنبه، حيث إن الذنب يتحمله من عمل في السنوات الأخيرة من دون التفكير في المستقبل، ومن فكر في هذا الصيف بشكل جيد في تفكيك الفريق من دون التفكير في النتائج. وسيحقق الميلان أيضا الميزانية المطلوبة، لكنه سيخسر الاشتراكات والتذاكر والصور وجوائز الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والرواتب من أجل المشاركة في المباريات الودية والبطولات والأجيال المستقبلية من الجماهير (لماذا الطفل اليوم ينبغي عليه أن يصبح مشجعا للميلان؟). لكن، لم يرحل أليغري أمام كل هذه الأمور، ووافق على التحدي مع فريق مليء بالمشكلات. وكان يدرك اللاعبين الذين لديه في الفريق، وكان ينبغي أن يعرف أن بواتينغ ونوتشيرينو ويبيس أو بونيرا (أفضلهم) كانوا ليحطمون صدمة فريق مفرغ من المواهب والمساهمات في الصيف. والآن هو يتحرك وإلا لن ينجح غالياني بعد ذلك في إنقاذه.