منتخب الشباب لا يشبهنا!

موفق النويصر

TT

تنطلق اليوم في العاصمة الإيرانية طهران، نهائيات بطولة كأس آسيا للناشئين، بمشاركة الأخضر الصغير، الذي سيلعب في المجموعة الثالثة بجانب منتخبات اليابان وكوريا الجنوبية وكوريا الشمالية.

وينتظر أن يقدم هذا المنتخب بقيادة المدرب الوطني عمر باخشوين عروضا مماثلة للعرض الذي قدمه المنتخب الشاب (تحت سن 19 عاما) في دورة الخليج الأولمبية (تحت سن 23 عاما)، والتي انتزع كأس بطولتها من أمام المنتخب البحريني بنتيجة 2 - 0، معيدا الكرة السعودية إلى منصات التتويج بعد سنوات من الغياب.

المنتخب الشاب الذي قدم في هذه البطولة والتي سبقتها، عروضا لا تشبه الكرة السعودية في شيء سوى بالاسم، أجمع معظم من شاهد نجومه عن أمنياتهم بعدم عودة هؤلاء اللاعبين لأنديتهم المحلية، والبحث لهم عن عقود احترافية خارجية، إن أردنا أن نشاهد الأخضر السعودي في مونديال موسكو 2018.

من الواضح أن بصمات الإسباني سيرخيو، المدير الفني للمنتخب، بدت ظاهرة على الفريق، الذي بات يلعب بمنهجية واضحة قائمة على تأمين المناطق الخلفية بشكل جيد، ومن ثم الوصول إلى مرمى المنافس بكل يسر وسهولة، وهو ما شاهدناه بشكل جلي في هذه البطولة، التي سجل فيها نجوم الفريق 9 أهداف، في حين ولج مرماه هدف وحيد في مباراته الأولى، واختيار مصطفى بصاص كأفضل لاعب، وزميله عبد الرحمن الغامدي كهداف للبطولة.

في ظني أن الأداء التصاعدي لهذه المجموعة هو نتيجة مباشرة وحتمية للانسجام الذي تحقق لها بسبب ثبات الجهاز الفني على تشكيل واحد في معظم المباريات التي شارك بها، سواء في هذه البطولة أو المعسكرات الإعدادية التي سبقتها، بحيث لا يكون التغيير إلا بحسب ما تقتضيه ظروف كل مباراة والفريق المنافس أو بسبب الإيقاف أو الإصابة اللذين قد يتعرض لهما اللاعبون، وهو ما ليس متحققا في المنتخب الأول.

شخصيا كنت أخشى على هذا المنتخب من «لعنة» الأمتار الأخيرة التي لازمت الكرة السعودية بعد تحقيقه كأس آسيا في عام 1996 بالإمارات، حيث حل بعد ذلك ثانيا في معظم البطولات التي شارك فيها، باستثناء البطولة الأخيرة التي أقيمت في دوحة قطر وغادرها من الدور الأول.

الأكيد أن السؤال الذي يشغل بال السعوديين اليوم هو: هل ستستمر هذه المجموعة، جهازا فنيا ولاعبين، حتى موعد تصفيات مونديال موسكو 2018، أم أنها ستذوب وتتلاشى بعد عام أو اثنين من الإهمال والتجاهل وتغيير الخطط، كما حدث مع سائر المنتخبات السنية السابقة التي مثلت الكرة السعودية في الماضي، وكان آخرها المنتخب المشارك في نهائيات كأس العالم للشباب بكولومبيا، الذي لا نرى له أثرا سوى في شخص ياسر الشهراني الذي يمثل المنتخب الأول حاليا.

أعتقد أنه ولأول مرة منذ عام 1989 تنجح إدارة المنتخب في جلب جهاز تدريبي على قدر كبير من الخبرة والكفاءة لقيادة المنتخبات السنية، حيث تمكن من تغيير أسلوب الكرة السعودية، من كرة رتيبة لا تعرف طريق المرمى، إلى أخرى سريعة تجمع بين المتعة وسهولة الأداء وحسم النتائج، في شكل لا يشبه كرتنا نهائيا.. فهل نحافظ على هذه المكتسبات أم سنخسرها كما خسرنا السابق؟!

[email protected]