الحديث الأهم

أحمد صادق دياب

TT

الحديث المطول الذي أدلى به الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب للزميل العزيز تركي العجمة كان بالفعل من أهم الأحداث التي شهدها الشارع الرياضي مؤخرا، فما تحدث به كان حدثا بالفعل لأنه أوضح مقدار الشفافية التي يتحدث بها الأمير، ووضع النقاط على الحروف في مكانها حتى لا يتم تأويل ما قال بأي شكل من الأشكال... وبالتأكيد كان الجزء المالي للاتحادات الرياضية مفصليا وواضحا جدا عندما تحدث عن شح الموارد من قبل وزارة المالية، وأبدى العتب الشديد على المخصصات التي تعتمد للرئاسة العامة لرعاية الشباب.

والحديث عندما يكون عن الشباب لا بد أن يكون شاملا لمنشآت رياضية عصرية قادرة على استيعاب هذا الزخم الكبير لديهم، والرغبة الشديدة في الانخراط في الجانب الرياضي، الذي هو بحق الملجأ الأهم لشباب هذا الوطن، لكن دون دعم مالي مناسب، من خلاله، يتم تقديم القاعدة الأساسية لتنمية رياضية شاملة، لا يمكن أبدا أن نطور جيلا جديدا من الشباب يعرف ما يريد من الرياضة ويعرف ما ينقصه من المنشآت ويقارن ما بين ما هو موجود وما يجب أن يكون.

حديث الأمير كان واضحا لمن أراد أن يفهم الحقيقة كاملة رغم أنها كانت معروفة، ولكن أولئك الذين لا يرون إلا ما يريدون، لا يستطيعون استيعاب إلا ما هم مقتنعون به فقط، حاولوا أن يفسروا كلمات الأمير على هواهم، رغم بعدهم عن الواقع.

الأمير نواف من خلال ما يمكن أن يسمى حديث الواقع في الرئاسة العامة أوضح تماما البعد والطموح الكبير، ولكن هذا لا يحدث ما بين ليلة وضحاها، ولكنه يحتاج إلى الكثير من آليات العمل وأولها الموارد المالية الموجهة بشكل صحيح.

أزعم أنني في الفترة الأخيرة التي كان فيها الأمير رئيسا للاتحاد كنت قريبا من الأمير، وأعرف الخطة الطموحة الضخمة التي كان يريدها، والمعوقات الصعبة التي واجهها، ولكنه كان مصرا على أن التغيير والتطور يحتاجان إلى وقت ورجال من نوع خاص، وهو ما كان يعد له بكل عناية وحرص، لكنه أصر على قراره بالابتعاد عن اتحاد كرة القدم، وتحولت تلك الخطة إلى هدف الآن ينتظر الدعم المالي.

مشكلتنا أن الكثيرين منا يبدون آراء في كل شيء، بدءا من الأداء الفني للمباريات، وانتهاء بالانتخابات وسيرها، وربما لو سئل عن حرب الفوكلاند لتحدث عنها وقدم رأيا خاصا به.. طبيعي ليس الهدف هنا أن أطالب بإسكات أي أحد، فكل منا حر في الكيفية التي يريد أن يراه الناس بها، أو أن يعرفوه من خلالها. الهدف هو فقط أن يعرف هؤلاء أن الناس في هذه الأيام لم يعودوا متلقين ومستمعين ومشاهدين فقط للعمل الإعلامي، بل أصبحوا من خلال شبكات التواصل الاجتماعي جزءا من المنظومة الإعلامية، يشاركون في النقد والتعليق ويميزون ما بين القول والقول.