اليوفي يركض كثيرا.. والأمر لم ينتهِ مع لاتسيو ونابولي

أليساندرو دي كالو

TT

يرقب يوفنتوس الجميع من أعلى، في هذه الحلقات الأولى للدوري الإيطالي. ما يهم أكثر من المسيرة المنتعشة خلفه هو مسار الإبحار، والقدرة على مواصلة الاحتفاظ بهذا المسار. أربعة انتصارات في أول أربع جولات هي مسار باعث على الأمل أوروبيا، والذي يتساوى مع العلامة الكاملة للبارسا (5 من 5 في الليغا)، ومارسيليا (6 من 6 في فرنسا، مع وجود إبراهيموفيتش) والبايرن (4 من 4 في بوندزليغا). لكن الفريق البافاري ليس منفردا بالقمة لوجود إندرلخت منافسا له، بنفس عدد النقاط وأسوأ فارق أهداف.

إذا ما فكرنا أن فريق مدينة فرانكفورت الذي فاجأ الجميع هو أبرز المرشحين للمنافسة على البطولة أمام روبن وريبيري، فهذا يعني التقليل من قدرة بوروسيا دورتموند على الصحوة، ولم يكن بالصدفة حاملا للقب في النسختين الأخيرتين في ألمانيا. والحديث ذاته يسري على نابولي ولاتسيو في إيطاليا، فقد غير تراجع فريقي ميلانو من مركز بطولة الدوري ناحية الغرب ويتحرك الآن إلى الجنوب أكثر.

يبدأ فريقا نابولي ولاتسيو في أن يكونا واقعين متماسكين، كما أن ملامح فريق ماتزاري أكثر وضوحا، وكان المركز الثالث في عام 2011 والوصول إلى دوري الأبطال مراحل أساسية في عملية التطور، حيث يؤدي اللاعبون بآليات متماسكة وبأداء أكثر ثباتا دائما، من حول كافاني وهامسيك. اللغز اليوم هو الطريقة التي يمكن لبانديف أو إنسيني أن يملأوا من خلالها الفراغ الذي تركه لافيتسي، وهو لاعب ثقيل في المباريات المهمة. ما خلا ذلك هو مقاومة وبحث عن قوة ذهنية متوازنة، والتي تلاشت أمس في كاتانيا.

سنحت أمام نابولي فرصة لعب مباراة كاملة تقريبا بلاعب زيادة في الملعب (بسبب طرد المدافع بابلو ألفاريز)، ولم يفلح في استغلال ميزة النقص العددي في صفوف الخصم، على مستوى اللعب والنتيجة. ولزم الأمر أداء طيبا للحارس دي سانكتيس في الدقائق الأخيرة لتجميد التعادل على الأقل في ملعب كاتانيا. عشية اللقاء، توقف فريق نابولي، الذي لا يمكن المساس به أو تدميره في ظاهره، أمام أحد محظور عليه كسره، فلم يفُز قط مع المدرب ماتزاري على كاتانيا في ملعبه. هذا بينما تسير الأمور أسوأ مع فريق لاتسيو، الذي عمقت جراحه هجمة مرتدة لبورييللو مهاجم جنوا. ومع ذلك أكد فريق المدرب بيتكوفيتش، رغم الخسارة، جودة بناء اللعب، فهو متماسك ومستدير، وربما أعلى مستوى من السنوات الماضية، لكن الإصرار مطلوب، فسيكون من الخطأ لو سجل هذا التعثر، الذي جاء بالصدفة بعض الشيء، تغييرا في المسار.

ربما أزمة لاتسيو تمكن في البدائل، هيرنانيز وكلوزه لا يمكن تعويضهما. إنهما يشكلان القيمة الإضافية لكن لا يمكن الاعتقاد أنهما يمكنهما اللعب بأفضل مستوى لهما كل ثلاثة أيام. بالتأكيد يهدي بورييللو هدية طيبة لفريقه السابق يوفنتوس. يظل السيدة العجوز منفردا بالقمة دون مشقة كبيرة ويثير الشكوك أن بوسعه قتل بطولة الدوري الآن بالفعل، ما بين المشهيات والأطباق الرئيسية. بالطبع الخطر موجود، لكن ينبغي الانتظار لشهر على الأقل لمعرفة ما يتشكل بالفعل. يعود يوفنتوس اليوم إلى المعلب في فلورنسا، ولا شيء يمكن توقعه في مباراة أمام فيورنتينا. الجولات التي تأتي منتصف الأسبوع غالبا ما قلبت القيم والتوقعات النظرية. في النهاية، توجد نزعة عامة تصاحب بداية البطولة هذه، وهي أن الأداء الهجومي أصعب وأكثر خطورة دائما. هناك انتصارات كثيرة للفرق خارج ملعبها، ولا تزال طريقة الكاتيناتشو والهجمات المرتدة تؤتي ثمارها. حتى إن زيمان قد لعب أفضل خارج ملعبه منه في الاستاد الأولمبي بروما. وما زال حكم مباراة كالياري المؤجلة يغيب عن الحساب.