ستراماتشوني ليس غوارديولا

لويجي جارلاندو

TT

ليس هناك أحد يستبعد أن بإمكان ستراماتشوني تحقيق انتصارات مثل أو ربما تزيد أيضا عما وصل إليها بيب غوارديولا، ولكن الأمر لا يحتاج إلى معاناة لملاحظة مدى الاختلافات الموجودة بين انتقال المدرب الكتالوني من قطاع الناشئين إلى الفريق الأول لنادي برشلونة، والتي نجحت بشكل مدو، وبين عملية تحويل المدرب المتحدر من روما والتي ما زالت جارية. غوارديولا استطاع تشكيل فريقه بأفكار قوية (الضغط الطويل وميسي مهاجم غير صريح)، ولكن لم يتعين على بيبي اختراع هوية خاصة باللعب، لأن ذلك الأمر كان قد تم بالفعل بذره عن طريق يوهان كرويف ثم قام بزراعتها بشكل جيد ريكارد. وكان بمقدور بيب الاعتماد على لاعبين نضجوا كرويا داخل أسوار نادي البارسا، وتعلموا على مدار سنوات ثقافة الاستحواذ على الكرة. أما ستراماتشوني فكانت تدور في عقله طريقة لعب 4-2-3-1. ثم تحول إلى 4-3-1-2 وتأمل أيضا طريقة 3-5-2. كل ذلك في أسابيع قليلة. إنها عملية بحث لاهثة، تشبه محاولة إيجاد الجوارب في الظلام، لأن ذهاب وإياب المدربين الذين تولوا الإنتر في حقبة ما بعد البرتغالي جوزيه مورينهو حالت دون ترسيخ إحدى بديهيات اللعب. ويستمر ستراماتشوني في عدم الاعتماد على أبنائه السابقين في قطاع الناشئين. وعليه يوم الأحد الفائت أمام سيينا كانت تشكيلة الإنتر تضم ستة لاعبين قدوما إلى النادي في الصيف المنصرم. ومقارنة بنادي برشلونة، الذي تعلم على مدار الزمن عن طريق الصبر الذي هو ضمانة للجودة، يعد الإنتر منطلقا من الصفر، وبصحبتها بعض القلق بعد موسمين اتسما بالإخفاق.

إن المسيرة الكبيرة كلاعب ليست بالكافية لضمان تقديم مدرب كرة قدم جيد، غير أنها تساعد على ذلك. غرفة خلع الملابس تعد قطيعا يشتم رائحة من يقوده ويشعر بأحاسيس معينة تجاهه. غوارديولا كان أسطورة في نادي البارسا وكانت كلمات تقع على أذن اللاعبين مثل التنبؤات. وكانت سنوات كرة القدم ذات المستوى العالي هي عصارة الخبرة التي لم يعشها كمدرب، تماما مثل فينشينزو مونتيلا، مدرب فيورنتينا. أما أمثال كوزمي، فعلى العكس، تلك الخبرة التدريبية مروا بها كلها، دون تجاوز أي خطوة، والآن بات بإمكانهم العبور بنجاح أيضا من استاد سان سيرو، وأصبحوا أثرياء بخبرة ينبغي على ستراماتشوني أن يحسدهم عليها. أندريا افتقد سواء إلى المدرسة الكروية لسلسلة الفرق الأدنى منه أو لعالمية كرة القدم الكبيرة. والآن لم يعد يتبقى له سوى العمل وحصد النتائج حتى يدعم صورته أمام الفريق. ستراماتشوني ما زال عليه العمل مع الأعلام الكبيرة المزروعة منذ زمن في الملعب والنادي، الأمر الذي تحدث عن مدى ثقله الذين رحلوا عن النادي. بيبي غوارديولا كان يستطيع في برشلونة تحريك قطع الفريق بخفة، كما يحدث فوق سبورة الشرح المغناطيسية.

فلنكرر إذن: ستراماتشوني بإمكانه أن يفعلها ويصبح أيضا أفضل من غوارديولا، لا سيما إذن بعد الضربات الأولى التي تعرض لها، استطاع إعادة النظر في ذاته بمزيد من التواضع. ولكن الأمر يحتاج إلى النزاهة لمعرفة أن الحاجز الصغير تم رفعه كثيرا للأعلى وأنه لتحويل مدرب قطاع الناشئين إلى مدرب جدير بقيادة الفريق الأول لنادي الإنتر سيتطلب الأمر الوقت والصبر والثقة.