«فقط».. تعلموا من الفتح!

هيا الغامدي

TT

لم يكن اعتلاؤه قمة هرم دوري المحترفين «ضربة حظ» ولا مصادفة ساقتها الجولات، ولكنه نتاج عمل فني احترافي «عصامي» تنامى مع الجولات بعيدا عن ضغوطات الجماهير وأعين المراقبين وزوايا الصحافيين وتربصات المراسلين، فالفتح الذي يقود مقدمة فرق دوري زين السعودي للمحترفين بجدارة واقتدار أرهب أمة دوري زين بأكملها والتي تهاوى ترتيب بعض فرقها مع تغير طقس الظروف المختلفة من تخبط إداري واضمحلال فني وتشتت شرفي، فصارت الأبواب مفتوحة للفتح الذي يصارع حاليا على الجبهتين المحلية والعربية بفخامة وإبهار!

بحق، هنيئا ليس لأبناء الأحساء وحدها بل للكرة السعودية ميلاد هذا البطل الجديد «دوريا» بعد أن ضاقت القمة بالأبطال المعتادين ونجومهم المحترقين فنيا وإعلاميا إلى أن أصبحوا مجرد نجوم على ورق ومن ورق!! من مصلحة الكرة السعودية، التي عانت كثيرا في السنوات الأخيرة، ظهور دماء جديدة «نقية» تظهر على سطح الواجهة «الوطنية» وتبعث على التشريف والاطمئنان!

تخيلوا هذا الفريق الصاعد قبل أقل من ثلاث سنوات «فقط» لدوري المحترفين كيف أطاح بخصومه الواحد تلو الآخر وفي مقدمتهم الكبار مع ما يقدمه من فخامة فنية لا تخلو من الإبهار في المستوى والنتائج على الصعيدين المحلي والخارجي!

تخيلوا فرق الدلال الخمسة الكبيرة وما لديها من إمكانات مادية وعقود رعاية وحظوة ووجاهة وإعلام ونفوذ وقيسوه على ما لدى فريق رأسماله «الهمة» والطموح وعصيان نظرية «مد رجلك على قد لحافك» فالميدان واسع وفسيح للجميع ولمن يستحق بجهده وعمله لا باسمه وسمعته!

صورة مع التحية للشركات الراعية للاستثمار في بيئة الفتح البكر الخصبة، فالمسألة تتعدى الرقعة الجماهيرية «الكلاسيكية» المختزلة بمدينة النخيل، فما قدمه ويقدمه الفريق «النموذجي» اسما على مسمى نثر الاحترام و«الانتماء» والتشجيع بقلوب كل الرياضيين من أقصى الوطن لأقصاه لما قدمه من عمل فني رفيع على بساط زين للفرق المحترفة!

كل المودة والتقدير للكتيبة النموذجية بفكر إدارة المهندس عبد العزيز العفالق والإدارة الفنية للمدرب العربي التونسي فتحي الجبال والذي تجاوز الجميع بواقعيته وعصاميته، مؤكدا على أهمية نقطة الاستقرار الفني للمدرب وهو الذي يتواجد مع الفريق للموسم الرابع على التوالي منذ 2008 بالشكل الذي أفرز «الهارموني» على مختلف الجهات بين المدرب والإدارة.. والمدرب واللاعبين!

إحصائيا، الفتح يحتل الترتيب الأول دوريا مبتعدا بمسافة تكاد تكون كافية للملاحقة المستمرة من الهلال وقبلها الشباب، لم يخسر أي مباراة، لاعبوه «الأجانب» الكنغولي دوريس سالمو الثاني بقائمة هدافين دوري زين، والبرازيلي التون خوزيه الأول بقائمة التأثير كصانع أهداف في الدوري، وهو نفسه اللاعب الذي أخطأ النصراويون قبل ثلاثة مواسم «خطأ العمر» بالاستغناء عن خدماته حتى أن كل من قدموا بمركزه لم ينجحوا إطلاقا أظن (وظني بعيد إن شاء الله عن الإثم) أن النصراويين عضوا أصابع الندم على إنهاء عقده، وهو الذي تنقل بين الأندية الإماراتية والقطرية ومن ثم عاد ليفتح له «الفتح» باب رزق مثمر للغاية!

مع الأمنيات للفتح «المنفتح» بمزيد من التألق عربيا بمشاركته الأولى ومحليا بتصدره الأول والمواصلة، فالدوري لا يزال ببداياته ويحتاج لنفس طويل واستمرارية على «الرتم» نفسه، مع الهمس «لرايكارد» بضرورة «الانفتاح» فنيا وعناصريا على الفتح لعل الله «يفتحها» على منتخبنا ويعود لاتزانه!

[email protected]