ينبغي التعامل مع النجوم المميزين على أنهم عملات نادرة يصعب تكرارها على عكس ما يحدث في سوق الانتقالات حيث يتم استغلال هؤلاء لمصلحة الأندية والصحافيين. ونظرا لأن سوق الانتقالات أصبحت لا تنتهي أبدا يعتبر هؤلاء النجوم مادة خصبة للصحافة تحقق بها رواجا وأرباحا لا حد لها.
وإذا نظرنا إلى نجوم كرة القدم المميزين نجد أنهم يطلق عليهم حرفيا في اللغة الإيطالية لفظ لاعب «خارج التصنيف». ويعني هذا أنهم يمتلكون قدرات كبيرة ورائعة تفوق أي تصنيف أو وصف يمكن إعطاؤه لغيرهم من اللاعبين. ويعتبر هؤلاء النجوم المميزون فاكهة كرة القدم في كل مكان ولا يحظى بلقب لاعب «خارج التصنيف» سوى اللاعبين فائقي المهارة والبراعة الذين ينتزعون هذا الوصف بجدارة مثل ميسي وكريستيانو رونالدو وأنيستا وتشابي وروني وإبراهيموفيتش وإيتو. وجميعهم لاعبون يحققون الفوز بمجهودهم ومهاراتهم ويصنعونه لفرقهم. ولا يطلق هذا الوصف على جميع اللاعبين. ففان بيرسي رغم براعته لا يمكن حتى الآن اعتباره ضمن قائمة النجوم «خارج التصنيف»، بينما يمتلك بالوتيللي (22 عاما) جميع المقومات التي تؤهله لأن يصبح كذلك يوما ما. وفاتت كاسانو فرصة الدخول ضمن هذه القائمة لأن هذا الوصف لا ينطبق إلا على اللاعبين المميزين الذين يتمتعون بالاستمرارية والأداء الراقي بشكل دائم.
ولا شك أن الدوري الإيطالي يضم عددا من النجوم الذين يستحقون وصف «نجم خارج التصنيف». وعلى رأس هؤلاء يأتي بوفون وبيرلو. وهناك أيضا مهاجم روما الفذ توتي (الذي أتم أول من أمس الخميس عامه الـ36) الذي يرى كثيرون أنه أكثر اللاعبين شبها بفالنتينو ماتسولا من الناحية الفنية والبدنية. ولا أذكر أنني شاهدت مهاجما إيطاليا متكاملا مثل توتي. فهو يجيد اللعب كرأس حربة أول وكرأس حربة ثانٍ وكظهير جنب هجومي وكلاعب وسط مهاجم. ولم يحقق توتي كثيرا من الألقاب مقارنة بموهبته الرائعة حيث لم يتخيل نفسه يوما يلعب في أي فريق غير روما.
وهناك لاعبون لا يهتمون بالحصول على لقب «نجم خارج التصنيف» مثل فوتسينتيش، بينما يحصل البعض الآخر عليه لفترة من الوقت فقط مثل شنايدر وميليتو اللذين استحقا اللقب في موسم 2010 مع الإنتر. ويعتبر دي ناتالي نجما خارج التصنيف في فريق أودينيزي خلال المواسم الثلاثة الماضية فقط بعد أن قاده فيها للتألق وتحقيق نتائج غير مسبوقة.
ومن ناحية أخرى هناك نجوم تستعد للانقضاض على مثل هذا اللقب في القريب العاجل في الدوري الإيطالي مثل يوفيتش نجم فيورنتينا (21 عاما) وكافاني لاعب نابولي الفذ الذي بلغ هذا الموسم عامه الـ25. ولا شك أن الوجود مع الفرق الكبرى يرفع في بعض الأحيان من مستوى بعض النجوم ويجعلهم يدخلون ضمن فئة اللاعبين المميزين من الطراز الأول، إلا إذا كان هذا اللاعب يحمل اسم دييغو أرماندو مارادونا الذي يصنع الفارق مع أي فريق يلعب له مهما كان مستواه.
وبالنظر إلى الدوري الإسباني يحضرني اسم راداميل فالكاو لاعب خط وسط نادي أتليتكو مدريد. وهو لم يصبح بعد نجما خارج التصنيف لكنه يكاد يحصل على هذا اللقب بعد أن ترك بصمته في نهائي الدوري الأوروبي مرتين متتاليتين وفي مباراة السوبر الأوروبي الأخيرة. وفي النهاية يحلم جميع اللاعبين أن يكونوا من الفئة الأولى التي تخرج عن حاجز التصنيفات لكن القلائل هم الذين ينجحون في ذلك فعليا.