معسكر «برشلوني» لناد من الدرجة الثالثة !

عادل عصام الدين

TT

أعجبتني إدارة نادي «الدرجة الثالثة» التي حققت أرباحا قدرها 500 ألف ريال نظير التنازل عن بعض لاعبيها «الموهوبين» لأندية أخرى.

أي أن هذا النادي كان ناجحا فيما يتعلق بـ«الاكتشاف والتفريخ وبيع العقود». بيد أن الإدارة لم تعجبني على الإطلاق، حين قررت صرف هذا المبلغ أو الاستفادة منه لـ«معسكر» في مدينة برشلونة الإسبانية لفريق كرة القدم بالنادي!

السؤال الذي أطرحه: ما الهدف من هذا المعسكر؟!

في ظني أن مثل هذه الأندية على مستوى «كرة القدم» تحديدا حيث يطبق نظام الاحتراف على مستوى «الممتاز والأولى» يمكن الاعتماد عليها في اكتشاف المواهب واحتضانها ورعايتها وتطوير مستواها.. والأجمل حين يتم التنازل عن «الأفضل» للعب مع فرق أكبر، ولا أظن في ذلك أي عيب أو خلل ما دام أن إمكانات النادي لا تسمح بالمنافسة على البطولات. ثم ماذا يمكن أن يستفيد الفريق من معسكر لمدة أسبوعين «فقط» في مدينة مثل برشلونة إلا أنه قد تقرر أن يكون المعسكر لصغار السن سعيا وراء تطوير مستويات هؤلاء الصغار.

وبمناسبة الحديث عن معسكر برشلونة لهذا الفريق «الصغير» أعود لأطرح مجددا ما سبق أن طالبت به، فقد آن الأوان لاحتضان أندية أصغر.. في كل مدن وقرى السعودية بمعنى أن ننظم ونحتضن «رسميا» فرق الأحياء ونتبنى منافساتها، خاصة أن معظم فرق الأحياء لا تملك إمكانات أو تأسيس «الأكاديميات» أو المراكز الكروية الضخمة.

علينا أن نؤمن بأهمية «كل ناد»، ولا غنى لنا عن أندية «التفريخ» حتى لو كانت هذه الأندية تلعب في دوري «زين» للمحترفين أو في الدرجة الأولى طالما أن إمكاناتها وطموحاتها وخططها لا تساعدها على المنافسة.

لا يمكن لناد له تاريخ جيد في بدايات كرة القدم السعودية مثل الوحدة على الاحتفاظ بكل «نجومه» ما دام أنه لا يستطيع صرف «الملايين» من أجل تجديد العقود إلا أنه قدر للنادي الحصول على دعم «شرفي» يوازي ما يقدم للأهلي والهلال والشباب والاتحاد والنصر. ولا يستطيع ناد كالقادسية أن يحتفظ بكل ما يكتشفه من لاعبين ما دامت الإمكانات المالية لا تسمح بتجديد العقود.

والمهم في المسألة أن تكون «استراتيجية» النادي واضحة، والإيمان بأن «دور» النادي المكتشف والمساهم في صناعة الأبطال مهم ولا عيب أبدا في التنازل، وأرى أن ثمة أهمية لـ«الثنائيات» أو «التوأمة» بين الأندية الكبرى ذات الإمكانات المالية الضخمة والأندية الصغرى، التي لا طموح لديها سوى تحقيق مكاسب مالية تمكنها من الاستمرار وضمان اكتشاف ورعاية أكبر عدد من الصغار الموهوبين.

المعسكرات الخارجية للأندية الصغيرة ليست بالضرورة دليل «صحة وعافية» وليست دليلا على نجاح وقوة الإدارة إلا أن كانت ذات جدوى بالنسبة لصغار السن، الذين يمكن أن يستفيدوا من التجارب المتقدمة على مستوى البراعم والناشئين والمدارس الكروية.

* إلى أي مدى يستفيد لاعبونا من «الخطط الكروية» لكبار المدربين في ملاعبنا؟!.. سؤال لطالما طرحته دون أن أصل إلى إجابة دقيقة.. شافية وافية.

ما نسبة تنفيذ لاعبي دوري «زين» للمحترفين للتعليمات «التكتيكية» للمدربين الأجانب في ملاعبنا؟!

أتصور أن أكبر مشكلة تواجه المدربين في بلادنا هي «صعوبة» الوصول للاعبين فيما يتعلق بتنفيذ «الخطط الفنية» تحديدا، لأن الجوانب الأخرى «البدنية والنفسية والمهارية والذهنية» قد تكون سهلة التحقيق أو أن المدربين لا يعدونها مشكلة مستعصية مقارنة بـ«تنفيذ تعليماتهم الخططية» التي تتطلب الاستيعاب والصبر والاستعداد والجدية والمثابرة والطموح والإرادة.