في الانتخابات.. مكاسب!

مسلي آل معمر

TT

كانت انتخابات الاتحادات الرياضية حتى يومنا هذا حلما تنتهي تفاصيله مع إطلالة كل صباح، وكاد هذا الحلم يموت لأسباب عدة، أهمها: عدم وجود العزم والإرادة من المؤسسة الرسمية لتنظيم انتخابات كاملة، عدم إدراك الكثيرين في الوسط الرياضي لأهمية الخطوة، إضافة إلى قلة الوعي بهذه الثقافة التي تعتبر جديدة على المجتمع بشكل عام. والحقيقة أن ما أسعدني في العملية هو جزئية الاعتراضات على بعض الآليات والإجراءات في العملية الانتخابية التي من الطبيعي أن تكون موجودة، بل إن عدم وجودها يعني أن هناك خطأ ما، فالطعون والاعتراضات والتشكيك لا بد من ظهورها في أي انتخابات نزيهة وشفافة، بينما لا تغيب إلا في انتخابات بعض الأنظمة العربية البائدة، التي دائما ما تكون نتيجتها محسومة سلفا بنسبة 99 في المائة ودون طعون ولا اعتراضات.

لقد أحسنت اللجنة العامة لانتخابات الاتحاد السعودي لكرة القدم صنعا وهي تعتمد النظامين الأساسيين للاتحادين السعودي والدولي مرجعا لتنظيم الانتخابات بعيدا عن «تأليف» لائحة قد يكون فيها من الاجتهادات الشيء الكثير، حيث ركزوا على تشكيل جمعية عمومية وانتخاب مجلس إدارة للاتحاد، على أن تترك للجمعية سن اللوائح والقوانين فيما بعد. والأمر المؤكد أن كل الخلافات التي تثار الآن حول آلية العملية الانتخابية ستتحول إلى عمل إيجابي متى ما أراد أعضاء الجمعية العمومية ذلك، فمن المفترض أن تسجل جميع الحالات المثارة حاليا وتدرس من قبل الجمعية العمومية والعمل على تلافيها في صياغة اللائحة الداخلية للانتخابات التي ستكون من اختصاصات أعضائها.

وبقدر ما عكست الانتخابات حتى يومنا هذا جانبا من الوعي لدى بعض المرشحين، مثل المدرب أحمد الزهراني الذي كسب الجولة أمام مدربين لهم باعهم الطويل وأسماؤهم الشهيرة، فإنها أيضا كشفت عن عدم جدية عدد كبير من الأندية واللاعبين القدامى في المضي بالرياضة نحو المزيد من التطور وتعزيز ديمقراطية اتخاذ القرار، وهذا الغياب ربما يرمز إلى عدم ثقة المعنيين أو المؤهلين من قدرتهم على التأثير لاحقا في حالة فوزهم، وفات عليهم أن الأمور قد تغيرت بالكامل، حيث إن الصلاحية المطلقة لرئيس الاتحاد في اتخاذ القرارات قد ولت إلى غير رجعة، حيث أصبحت صلاحية الرئيس محدودة جدا، وتتمثل في تعيين الأمين العام، أما عدا ذلك فلا يمكنه أن يتميز عن أي عضو آخر في التصويت إلا في حالة تعادل المؤيدين والرافضين للقرار.

في النهاية أقول: لو أننا لم نخرج من هذه الانتخابات إلا بفصل الاتحاد السعودي لكرة القدم عن رعاية الشباب، وتشكيل جمعية عمومية منتخبة، وإجراء انتخابات كاملة، لو أننا لم نخرج إلا بهذه المكتسبات فقط لكانت كافية على الأقل لإرضاء طموحي أنا فقط!