سيبستيان جيوفينكو ليس نجما فذا

أندريا مونتي

TT

الشغف الذي ينظر به الجميع إلى الرياضة وأبطالها، وذلك الخليط من المشاعر والآمال التي باتت بمثابة الترياق لتلك الأوقات البائسة التي نعيشها، كل ذلك له مخاطره أيضا وفخاخه. المجد على ملاعب المباريات والمعارك مسألة متقلبة للغاية. والشرك الأكثر عراقة بهذا الشأن هو المغالاة التي تصاحب عشق البريق عند لاعب كرة القدم. وقد ذكر ذلك الكاتب روبرتو بيكانتيني في مقاله: من السهل، للغاية، قول لاعب فذ أو خارج التصنيف. ولكن الخبرة تقول إنه ينبغي الانتقال إلى هذا اللقب بحذر لأن في الفترة الأولى من الخطأ أيضا إطلاق لقب اللاعب الكبير، الأقل تداولا ولهذا اليوم بات موضة، الذي سريعا ما يتعلق فوق ظهر لاعب واعد ليصبح صرخة ذاعرة، وصف متناقض في عين القارئ. لحظة من التأمل الصادق، ونقد الذات أيضا حول مدى سرعة زوال المجد في عالم كرة القدم ربما يكون مفيدا.

على سبيل المثال منذ ثلاثة أسابيع كان عنوان جريدة «لاغازيتا ديللو سبورت» الرئيسي يتحدث بمرح عن جيوفينكو، المهاجم رقم 10 الذي يقع محل حسد الجميع. اليوم بات على الجريدة تأييد الأحكام الأقل إيجابية حول أداء اللاعب ذاته مع المنتخب الإيطالي وبقميص اليوفي. كيف يمكن ذلك؟ ببساطة، ودائما تقريبا ما يحدث ذلك، الحقيقة في المنتصف: جيوفينكو ليس لاعبا فذا خارج التصنيف ولكن بإمكانه أن يصبح كذلك، وهذا ما نتمناه له، غير أنه ما زال حتى الآن ليس ذلك النجم الكبير. من المؤكد أن الأرنب البري لم يتحول إلى حمار خلال الفترة القصيرة لأربع مباريات. جيوفينكو لديه لحظات صعود وهبوط، وعليه أن يتعلم كيفية الاستمتاع باللحظات الأولى وإبطال مفعول الثانية دون مواجهة خطر الجلوس على حافة الهاوية. وهذا أيضا مما يميز اللاعب البطل. الحصول على خمس درجات في التقييم الخاص بالمباراة الأخيرة أمام فيورنتينا لا يمثل حكما غير قابل للاستئناف أو حقدا من جانب الصحافي، الذي يمنح درجات التقييم عقب كل مباراة في «لاغازيتا ديللو سبورت» ليس من شأنه تقييم الماضي والمستقبل أو إمكانات لاعب بل أدائه خلال وقت محدد من الزمن( المباراة). ليس هناك قسوة مطلقا، لا سيما في التعامل مع المواهب الشابة. وجيوفينكو ما زال واحدا من تلك المواهب.

هذا يعني، أنه ينبغي الانتباه إلى عدم إرجاع أداء جيوفينكو السلبي حتما إلى قصر قامته أو قدرته البدنية. لأن ذلك الأمر نهائي وعليه غير مستحسن. بل غير عادل. فقد خاض موسما لامعا بين صفوف بارما وتلقى ضربات تتناسب مع مهاجم صريح. الأمر فحسب هو أن الوضع مع اليوفي مختلف، ينبغي منح جيوفينكو الوقت اللازم وعليه هو أن يتحلى بالصبر، خاصة مع الانتقادات إذا كان يستحقها. ولكن من المثير للسخرية التفكير في أن سيبستيان عند مستويات لا يمكنه بعينها تقديم الدعم لأن طول قامته يبلغ مترا و64 سنتيمترا. هناك مجموعة من قصار القامة، بدءا من مارادونا وزيكو ومولر وصولا إلى ميسي وتشافي وأنيستا رسموا معالم أجيال في كرة القدم. إنهم ليسوا دبابير حلقوا ويحلقون متحديين، دون علم، قوانين الطبيعة. بل هم نسور صغيرة أصحاب مخالب كبيرة. وهذا ما ينبغي على جيوفينكو إثبات أنه يبحث عنه، على سبيل المثال تنفيذ بأسرع وقت ممكن ما يجيد فعله. دون ضغوط مشددة ولكن دون تخفيضات، حاول يا سيبستيان التحليق عاليا قدر الإمكان.