الوطنية بين الاتحاد والأهلي والهلال

مساعد العصيمي

TT

أكتب بعد انتهاء مواجهة الاتحاد التي خطف بعدها بطاقة تأهله لنصف النهائي الآسيوي.. وقبل مواجهة الأهلي بساباهان الإيراني.. وترقبا لمواجهة الهلال بأولسان الكوري.. أكتب من فيض شوق أن تعود كرة السعودية إلى ألقها الذي افتقدناه.. ولم نكن نفتقد الألق والإنجاز فقط بل الروح الرياضية التي كانت سندا لنا في مهمة الارتقاء والتحصيل.

أسوق هذه المقدمة بعد تداعيات سبقت المواجهات الآسيوية فحواها إسقاطات في كثير منها تافهة وأحسب أنها مضرة لمجتمع كروي متطلع.. لم تصدر من جماهير لنقول إنهم تربية العاطفة والميل.. بل هناك من نحسبهم ينتمون للإعلام في السياق نفسه.. وكأنهم تفاهات تمشي على الأرض من فرط كيد وضعف نفس في كليهما مخل.

تجول عبر «تويتر» ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى وبعض من الصحف الإلكترونية «كما تسمي نفسها» وتدرك ما أنا بصدده.. حتى إن الأمر تجاوز إلى العبث بمفهوم الوطنية وما يجب أن يكون عليه.. لنخرج من فلسفة إلى أخرى جميعها ذات عناوين أقل ما يقال عنها أنها موجعة.. فتمني الخسارة لممثل ينتمي للبلد.. أمر جائز في عرفهم وهناك من يصرح به علنا من باب امتلاك الشجاعة وكسب مزيد من المؤيدين والأتباع.. وفي الإسقاط والتصيد وبث الفرقة شأن آخر تقرأه بحرقة لأن من خطه عد نفسه ضمن أهل الإعلام.. ولا أهنئ نفسي بمن هو مثله بل أعزيها وأعتذر للآخرين عن ضعف نفسه.. ولأجله لن ألوم القراء والمشاركين من الجماهير حينما يتجاوزون حدود الأدب تجاه من يستحق الاحترام أو المؤازرة من أهل البلد لأن الغوغائيين قد أعيوا تفكيره وأصبح يكيد ويشتم كما هم.

نعود إلى الوطنية التي كنّا نتمناها حاضرة تجاه كل من ينتمي إلينا لنقول لأولئك الذي يتشدقون بنقيضها إن الوطنية أخلاق عالية القيمة وسماحة نفس ورقي تعاملي جميعها تتجذر داخل النفس لتصنع الحب وتمني الارتقاء لكل ما ينتمي لك بلدا.. وأؤكد كما أكد كثيرون غيري أنه لا وطنية من دون التزام أخلاقي متأصل داخل النفس.. وليعلم أولئك أن الوطنية من دون أخلاق هي محض انتهازية يتلاعب بها التوافه لأجل الوصول إلى أهداف دنيئة.

نعم ففي إطار العمل الوطني الذي يبحث عن رقي الوطن.. إما أن تقول خيرا أو تصمت.. وفي كرة القدم كما غيرها من غير المنطق أن تكون سفيها متخلفا.. ليس إلا أن هناك من لا تفضله محليا بصدد البحث عن إنجازات كبرى.. وإن كان الأمر يغيظ أصحاب الهمم الضعيفة والتطلعات الخائبة.. فجدير أن نحمي الجماهير والمتابعين منهم لأنهم يسودون البياض ببثهم للشحناء والفرقة.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

[email protected]