فوز الميلان يحسن صورة إيطاليا في دوري الأبطال

باولو كوندو

TT

وضع حجر الأساس الأول لفريق الميلان الجديد بطريقة صحيحة في مدينة سان بطرسبرغ الروسية، حيث كان للحارس المخلص كريستيان أبياتي فضل كبير في هذا، بينما يحمل الحجر توقيع شجاعة وكفاءة المهاجم الشاب ستيفان الشعراوي. وهكذا بعد تحقيق التعادل في الثلاث مباريات الأخيرة، ينجح أحد الفرق الإيطالية في تحقيق الفوز أخيرا في بطولة دوري أبطال أوروبا، مع دحض المشاعر التي أشارت إلى أن هذا هو موسم التكفير عن الذنوب. وهناك تواز يستحق الذكر، فكلا فريقي الميلان وزينيت سان بطرسبرغ تأثرا بشدة بعد سوق الانتقالات الصيفية، ولكن بشكل معاكس، نظرا لأن الميلان خسر أفضل لاعبين، بينما اشترى النادي الروسي أفضل لاعبين. وهذا الاختلاف أدى إلى مصيرين مختلفين، فبينما أعطى الروس أحيانا انطباع اللعب المضاد، يظهر الميلان، بعد الكثير من المعاناة في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، أن الفضل في انطلاقه يعود من الألف للياء إلى التشكيل والروح القتالية الجديدة بالجمع بين الحارس القديم ورأس الحربة الشاب، حيث سينتشر هذا النموذج بين الزملاء. وهناك أيضا قدر جيد من الحظ في المزيج الذي يفسر فوز الميلان على أرض غير مقهور منذ زمن، وهو الحظ الذي سيبحث عنه المدرب ماسيميليانو أليغري في كل أنحاء الملعب بتشكيلة شجاعة تنشر الاعتزاز باسمها والثقة في نضج اللاعبين الذين يلعبون كثيرا على الأرجح لأن إبراهيموفيتش وكاسانو رحلا عن الفريق.

«افعل شيئا كبيرا أيها المدرب» هكذا طلب من أليغري بعد أن تسلم بقايا مجد الميلان القديم المتهرئ. وهذا ما فعله مدرب الميلان بالأمس في مواجهة غريمه الروسي، حيث شكل فجأة إطارا للموقف الإيطالي في دوري أبطال أوروبا بقوة هذه النتيجة التي أعادت الأمل في إزهار الكرة الإيطالية من جديد. وإذا كان نجم مباراة اليوفي الأخيرة هو خصمه شاختار، بالتالي يرسي التعادل في لندن قاعدة جيدة للانطلاق. وفي مجموعة الميلان يعد الخصم الأول هو ملقا، وبالتالي يعد الفوز على فريق زينيت سان بطرسبرغ الروسي في عقر داره رهنا صغيرا جيدا على الأقل من أجل الحصول على المركز الثاني.

وعلى أي حال لا ينتهي موقف إيطاليا في دوري أبطال أوروبا عند فريقيها «الرسميين» المشاركين في البطولة، بالنظر إلى أن فريق بوروسيا دورتموند الألماني يقدم كرة قدم مذهلة وأن أداء هارت الخارق حافظ على فريق مانشستر سيتي مجروحا ولكن حيا حتى الدقيقة 89 من المباراة، وليرفع يده من لم يشعر بكونه يقف إلى جانب ماريو بالوتيللي في حرب الأعصاب مع حارس المرمى الألماني قبل تسجيل الهدف من ركلة الجزاء في نهاية المباراة، مع التأكيد على أن النتيجة العادلة كانت لتصبح لصالح بوروسيا دورتموند، ومثلت رؤية ماريو بالوتيللي يسجل متعة حقيقية، نظرا لأن هذه المباراة أيضا ستحفظ في تاريخ هذا الإصدار من دوري أبطال أوروبا. وإذا كان المدرب مانشيني تم إنقاذه في الصفحة قبل الأخيرة، ففي الصفحة الأخيرة هناك هارت أيضا، ولكن بالطبع ينظر المدرب بقلق إلى مستقبل الفريق في مجموعة الموت. ومن جهة أخرى، يبكي المدرب كارلو أنشيلوتي على هزيمته الموسمية الأولى، وهو ما لا ينبغي أن يسبب صداعا كبيرا، ولكنه بالطبع لا يصب في صالح الصورة الجديدة لفريق باريس سان جيرمان الفرنسي. وعلى ذكر الصور والجوهر، في مباراة الأمس تألق بطل، يفكر في الرحيل طويلا (بشكل محزن)، بإطلاق صرخة حياة سيجهد مدربه ذاته في تجاهلها. وهو يدعى كاكا، فبفضل تمريرته العرضية إلى بنزيما سجل هدف الشهر، وسيصبح الآن هو الوقت المناسب لرؤيته يلعب بشكل أكثر.