الهلال و«العقدة» الآسيوية

موفق النويصر

TT

دون مقدمات وجدتني أقول «هذا ذنب حسن العتيبي» وأنا أشاهد حارس الهلال عبد الله السديري يندب حظه العاثر، ويلوم زملاءه اللاعبين على توالي ولوج الأهداف في مرماه من لاعبي أولسان هيونداي الكوري، ضمن مباريات دوري أبطال آسيا، التي فقد الهلال بموجبها فرصة التأهل لدور الأربعة.

العتيبي الذي يعد إحدى القامات الكروية في الهلال، خذلته إدارة ناديه عند خلافه مع أنطوان كومبواريه المدير الفني للفريق، بوقوفها موقف المتفرج منه وتبنيها لرأي المدرب، في وقت كان بإمكانها ممارسة دورها الحقيقي بنزع فتيل الأزمة بينهما، تقديرا لعطاءاته الممتدة لنحو 20 عاما قضاها لاعبا وقائدا مخلصا للفريق.

هذا التعامل - غير الاحترافي - من قبل الإدارة الهلالية، وما تبعه من فشل في إدارة كثير من الملفات التي ظهرت على السطح سابقا ولاحقا، بخلاف ما عرف عن البيت الهلالي، يقود إلى أن الإدارة وجهازها الفني فشلوا هذا العام كما فشلوا في الأعوام الماضية، في تهيئة لاعبيهم لمباريات دوري أبطال آسيا بالشكل المناسب، بدليل تباين عطاءات الفريق بين البطولات المحلية والقارية.

الأكيد أنني لست بالأقدر على الحديث عن الشأن الهلالي، الذي أغيب عن تفاصيله الدقيقة بحكم تواجدي خارج السعودية، ولكن بحسب «الدليل الاسترشادي السعودي» المعتاد، سيكون هناك كبش محرقة لا محالة، إما الإطاحة بمدرب الفريق أو استقالة الإدارة أو التضحية باللاعبين الأجانب، وهو ما ستظهره الأيام القليلة المقبلة.

شخصيا وبناء على ما أشاهده من خلف الشاشة الصغيرة، فإن الفرنسي كومبواريه أحد أكثر المدربين العاملين في السعودية سوءا في قراءة المباريات قبل بدايتها، ومن أفضلهم على معالجة ذلك من داخل الملعب.

يؤكد ذلك مباريات دوري «زين» الثمانية التي لعبها الفريق، حين يبدأ كل مباراة بتشكيل مختلف عن الذي سبقه، وتبدل عطاء اللاعبين في الشوط الثاني بعد إجراء بعض التغييرات الفنية والعناصرية، على نحو أن سجل الفريق 4 أهداف في الأول مقابل 17 في الثاني.

ولكن قد يصدف أن يعجز الفريق في العودة إلى المباراة مرة أخرى كما حصل مع أولسان الكوري (ذهابا وإيابا)، وقبل ذلك أمام فريقي هجر والفتح، عندما خرج متعادلا مع الأول بنتيجة 2 - 2، ومهزوما من الثاني 1 - 2.

الثابت أن الهلال غادر البطولة الآسيوية الحالية كما غادر التي قبلها وقبلها وقبلها، وجميعها كانت من فرق ليست بأفضل حالا منه في الظروف الطبيعية، ولكن هذه هي حال كرة القدم وقوانينها، من ينجح في فك طلاسمها وتعقيداتها يستحق أن يظفر بها، ومن يفشل في ذلك، كما هو حال الهلال، فيتوجب عليه أن يبدأ مشوار الألف ميل من جديد.

ولكي يبدأ من جديد ينبغي عليه فك «عقدته الآسيوية» نفسيا قبل أن يكون ذلك فنيا، فالفريق في ظل هذه الإدارة أصبح لديه حاجز جبلي من الإحباط يزداد مع الأيام صعوبة في تجاوزه، مهما توفرت له من ظروف أو إمكانات، ولذلك ينبغي على رجالات الهلال معالجة ذلك الوضع بحكمة وهدوء بعيدا عن العواطف والمجاملات، إن رغبوا في عودة فريقهم إلى المنصات القارية.. فهل يفعلون؟

[email protected]