الجمعية والقادمون

عبد الرزاق أبو داود

TT

لا نعتقد أن كرة القدم السعودية شهدت طوال تاريخها الممتد لـ70 عاما ما تشهد هذه الأيام من نشاط وحركة. ولا يمكننا التعميم هنا.. ولكن معظم الأندية تخوض ما يشبه تدريبات استعداد في هذا الاتجاه، فقد تشكلت الجمعية العمومية التأسيسية لاتحاد كرة القدم، وطويت صفحات كما يبدو، ووفد إلى الجمعية العامة شخصيات رياضية منتخبة أو مختارة بطرق مختلفة، ودخلت عناصر جديدة إلى الباحة الداخلية لاتحاد الكرة، وبدأ الحراك.. وانطلقت التطلعات نحو الجمعية العمومية وما ستقوم به، وهناك قلة تراهن على فشل هذا الاتجاه.. وأخرى تحاول أن تعيد عقارب الساعة إلى الوراء.. وبعضهم في عجلة من أمره يريد أن يمرر ما يمكن تمريره بسرعة، وأعضاء الجمعية نفسها ليسوا كما يبدو في عجلة من أمرهم، وجمعيتهم هي «سيدة قرارها» ولا يجوز لأحد «الافتئات» على ذلك! وتنشط وسائل الإعلام الرياضي السعودية في تغطية أو «تخيل» أو استنتاج أو استباق ما ستسفر عنه اجتماعات الجمعية العمومية التأسيسية.

الجمعية العمومية هي أعلى هيئة تشريعية ورقابية في أي هيئة أو مؤسسة أو شركة.. لها حق «التشريع» وصنع السياسات العامة والرقابة والمحاسبة وغيرها وفق نظامها الأساسي. ويشكل النظام الأساسي «الدستور» الذي يحكم صلاحياتها وأداءها ووظائفها. وتعتبر الجمعية العمومية ذات اختصاص في مناقشة ونظر أي مسألة لها صلة بأنشطة كرة القدم في بلد ما، وتقوم بصياغة ذلك في شكل «تشريعات» بحث لا تتعارض مع الأنظمة واللوائح الدولية التي يصدرها الاتحاد الدولي.

وتعد الجمعية العمومية أعلى هيئة في الاتحاد تجتمع لمقتضيات النظام الأساسي، وهي جهاز كرة القدم التمثيلي الرئيسي للتداول وصنع السياسة العامة. وتحتل الجمعية موقعا مميزا في أنشطة كرة القدم محليا ودوليا، وتتألف من جميع ممثلي الروابط والأندية والهيئات الخاصة بكرة القدم. وتمثل منتدى للمناقشات المتعددة الأطراف لكامل الطيف المتنوع لقضايا كرة القدم المحلية، وتقوم كذلك بدور مهم في عملية وضع المعايير واللوائح والقوانين. وتنعقد الجمعية في دورة عادية مكثفة كل مدة زمنية وفق نظامها الأساسي.

ويبدو أن الجمعية العمومية الجديدة أمامها معطيات كثيرة للخوض في التطورات التي تشهدها إعادة صياغة اتحاد كرة القدم السعودي في الفترة الحالية، خاصة بعد إجراء الانتخابات، ودخول عناصر جديدة إلى باحة اتحاد كرة القدم.. وهي تحت مجهر المراقبين والجماهير.. ويترقب الجميع نتائج أعمالها وبرامجها ووعودها الانتخابية، وهو ما ينطبق على الإدارة القادمة «المنتخبة».. فالكل يترقب وينتظر ما ستسفر عنه هذه التغيرات المهمة التي لم تشهد لها كرة القدم السعودية من قبل مثيلا.

يبدو أن كرة القدم السعودية «موعودة» بتغيرات حاسمة، واستخدامات «عصرية» منظمة تلغي تماما الاجتهادات العاطفية.. فماذا سيفعل رجال الجمعية العمومية أو القادمون الجدد؟ سؤال طويل عريض لن يجيب عنه سوى طبيعة ونوعية فعاليات وتوجهات الجمعية العمومية وأعضائها الموقرين.