الميلان والإنتر يبحثان عن هويتهما غدا

لويجي جارلاندو

TT

يبدو ديربي ميلانو مثل ساحة المعارض، حيث يبتكر كل من الميلان والإنتر شيئا جديدا، يمكننا تخيله فقط في اللحظة الحالية من وراء الكواليس. ومن الصعب ذكر المفاجآت الخططية عشية مباراة بين فريقين من نفس المدينة. ولقد رسا ستراماتشوني، مدرب الإنتر، الذي انطلق بفكرة طريقة لعب 4 - 2 - 3 - 1، بعد سلسلة من المغامرات المعقدة على شاطئ طريقة لعب 3 - 5 - 2 التي بدت ممنوعة في مملكة موراتي، بعد الاستغناء عن خدمات المدرب غاسبريني. ويشجع أداء الإنتر الجيد في مواجهة فيورنتينا الأخيرة والفوز الكبير في المباراة الخارجية في باكو بأذربيجان، ضمن الدوري الأوروبي استخدام هذه الطريقة، ولكن ينصح الشوط الثاني من مباراة فيورنتينا على ملعب سان سيرو أن لا يوقف الإنتر العمل على بعض التعديلات، حيث استحوذ لاعبو فيورنتينا لفترة طويلة على الكرة بـ10 لاعبين فقط، نظرا لأن الإنتر ما زال لا يمتلك الطريقة الآمنة في الاستحواذ على الكرة، ولا سيما الإدارة الفعالة لاستخلاص الكرة، ذلك السلاح القاتل لطريقة لعب 3 - 5 - 2 الخاصة بفريق كونتي. وقد يحسّن الدفع بأوبي مكان كامبياسو من لعب الفريق، لأن الأول يتمتع بطاقات أكثر لجعل صفوف الفريق متقاربة وصنع مساحات في الملعب (كما رأينا في هدف مباراة باكو الأخيرة)، مثلما كان يفعل الأرجنتيني كامبياسو، الذي يلعب في قلب الدفاع، ويجلب الكفاءة إلى منبع اللعب، وهو ما كان يغيب عن المدافعين الصرحاء.

وعلى الجهة الأخرى، فجّر رحيل إبراهيموفيتش ثورة في مجرة الميلان، حيث كان النجم السويدي هو اللاعب الوحيد الذي يمنح الحياة لغزاة مثل نوتشيرينو وبواتينغ، وقد بدا باتزيني مثل القمر يعيش على الضوء المنعكس، ويبقى منطفئا. ولهذا في النهاية اقتنع المدرب أليغري بالابتعاد عن صدى السباق على الدرع والبحث عن سيناريو جديد ليتامى إبراهيموفيتش. ولقد منحت طريقة لعب 4 - 2 - 3 - 1 التي استخدمها الميلان أمام زينيت في دوري أبطال أوروبا الدفعة الأولى الممتازة، ولكن بعد ذلك أظهرت حدودها في تغطية الدفاع القليلة من جانب دي يونغ ومونتوليفو إن لم يساعدهما المهاجمون. وفي أشد لحظات ضغط الفريق الروسي، بدا الميلان متباعد الصفوف ومنقسما إلى شقين. وفي ظل وجود اثنين فقط من لاعبي الوسط أمام خط وسط الإنتر، القوي بدنيا، قد يخاطر الميلان بالتعرض إلى جزء من معاناة روما أمام السيدة العجوز.

ومن هنا، نشأت الفكرة التي يدرسها أليغري منذ أيام، التي تتمثل في أن يعكس طريقة لعب ستراماتشوني، مثلما حدث في مباراة اليوفي ونابولي فهل ستكون مباراة الميلان والإنتر تحديا بطريقة لعب 3 - 5 - 2؟ سيكون ذلك تحولا ليس سهلا في عهد الرئيس برلسكوني، مسبوقا بمباراة سان بطرسبورغ الأخيرة. وقد يكون شكل الميلان في الملعب كالآتي: بواتينغ ونوتشيرينو (أو مونتوليفو) على جانبي دي يونغ ليصبحوا صيادين وغزاة على طريقة فيدال، بينما قد يسيطر أباتي ودي شيليو (أو أنطونيني) على الملعب من أجل تمرير الكرات العرضية لباتزيني، وحوله ستدور الموهبة الشابة لستيفان الشعراوي في فلكها أمام مرمى الخصم في أكثر الأحيان. ولكن لا يحظى أليغري بمدافعين قادرين على ضبط المباراة، وهي المشكلة التي قد يحلها أمبروزيني، الذي ليس بأفضل حالاته في الوقت الحالي، بالتأخر قليلا مثلما فعل كامبياسو في المباراة الأخيرة. وقد طلب المعلم غاليوني، الذي استقى منه مدرب الميلان الحالي فن التدريب، من تلميذه أليغري تصرفا عبقريا لحل الأزمة. ولن يدخل أحد من الميلان أنفه في مسألة اللعب بـ5 مدافعين، مع تذكر حكمة روكو: «قبل المباراة الجميع يتظاهر بكونه هولنديا ثم يتحولون إلى إيطاليين في الملعب». وسيرضى غالياني، نائب رئيس الميلان الذي يروّج لفكرة «الميلان على الطريقة الإسبانية»، بالفوز على غريمه الإنتر بمباراة الديربي غدا بطريقة لعب إيطالية.