الشماتة.. وصراع النجومية

مسلي آل معمر

TT

وهي في طريقها للانهيار، ها هي الكرة السعودية تمر على سفوح الشماتة والانشغال بكل ما هو غير مفيد عن كل مفيد، النصراويون يراقبون الهلال أكثر من فريقهم، والهلاليون يفعلون الأمر نفسه، كل طرف ينتظر سقوط الآخر ليفرغ فيه هموم وانكسارات فريقه.. محبو الأصفر والأزرق لم يجدوا مخدرا لغياب فريقهم الطويل عن مكانه الطبيعي سوى كبسولة (العالمية صعبة قوية)، بينما يسخر منافسوهم من غياب الجار الطويل عن ملامسة الذهب المحلي، وبين سخرية وسخرية تاهت الكرة السعودية مع توهان قطبي الثمانينات اللذين لعبا دورا كبيرا في صنع الإنجازات مع المنتخب الأول من خلال نجوم فريقيهما.

أعتقد أنه لا ينشغل بالمنافس إلا اليائس من حال فريقه، فعلى سبيل المثال لم نر تبادل الشماتة والغيرة بين فريقي الأهلي والاتحاد، لأن المسؤولين في الفريقين يعملان فقط على التطوير ولا ينظر كل طرف منهما إلى المنافس، وها هما يصلان معا إلى نصف النهائي الآسيوي، ويضمنان أحد مقعدي الختام. وفي هذا الجانب؛ أي جانب الانشغال بالمنافس، أتذكر أن ماجد عبد الله كان شاغلا للهلاليين حينما كان في أوج تألقه، فلم يسلم من الشائعات والسخرية والهجوم الإعلامي، لكنه لم يلتفت إلى كل ذلك وكان يرد على طريقته الخاصة في أرض الملعب، وفي عز تألق ياسر القحطاني كان أيضا هو الشغل الشاغل لمدرجي النصر والاتحاد وتعرض لتجريح ما زلنا نتذكره حتى يومنا هذا، فالهلاليون في تلك الفترة عجزوا عن إيقاف ماجد داخل ساحة الملعب فحاولوا التقليل منه على صفحات الورق، بينما كان النصراويون يهربون من واقع فريقهم المحزن إلى تفريغ آلامهم في الهتافات ضد ياسر أو خروج الهلال من الآسيوية.

لا ينكر عاقل أن الكرة السعودية الآن تمر بأصعب مراحلها، فالصدى خارج الملعب أقوى مما يحدث داخل الملعب، فهل لنا أن نتخيل أن المحطات الفضائية تعرض الآن 7 برامج رياضية يومية بثا مباشرا كلها في نفس التوقيت؟ على ماذا كل هذه البرامج؟ ففي أوقات سابقة عندما كان المنتخب السعودي متسيدا لآسيا، لم نكن نشاهد إلا برنامجا أسبوعيا مسجلا يعرض كل خميس، في تلك الفترة كانت الإثارة داخل الملعب أكثر منها خارجه، وكان النجوم على المستطيل الأخضر هم النجوم الحقيقيون وليس محللي القنوات من فنيين وصحافيين، فمن يتخيل أن بعض الزملاء الصحافيين يتفوق الآن في النجومية على بعض لاعبي المنتخب، ولا غرابة في ذلك طالما يجيد صنع الإثارة خارج الملعب، بعد أن فشل الجيل الجديد من لاعبي كرة القدم في تقديمها داخل المستطيل الأخضر.