سر قوة اليوفي يكمن في تقارب خطوطه

كارولينا موراتشي

TT

لقد كان أداء اليوفي أمام شاختار دونتيسك الأوكراني في دوري أبطال أوروبا سيئا، ولكن هل كان وجود كونتي على مقعد المدرب كفيلا بتغيير هذا الأداء؟ ينبغي الاعتراف بأن ماسيمو كاريرا مساعد كونتي قام حتى الآن بعمل جيد وصعب للغاية؛ فقيادة فريق كبير مثل اليوفي في المباريات بأفكار وطريقة لعب مدرب آخر ليست عملا سهلا حتى لأكثر المدربين خبرة وحنكة. إن العمل الحقيقي يتم قبل المباريات أثناء التدريبات الأسبوعية للفريق؛ حيث يقود كل مدرب فريقه خلالها ويشرح لهم نقاط القوة والضعف في المباراة السابقة ويعدهم للمباراة التالية. لكن التساؤل المطروح الآن هو كم يؤثر غياب المدرب عن فريقه أثناء المباراة؟ وما مدى أهمية بعض القرارات الفنية على النتيجة النهائية للمباريات؟

لا شك أن أي مدرب يستطيع التدخل بعدة أشكال على أداء فريقه وهو يجلس على مقعد المدرب، بدءا من تغيير اللاعبين الذين لا يظهرون بالمستوى البدني أو النفسي المناسب، وصولا إلى تغيير طريقة اللعب وتنظيم اللاعبين داخل الملعب. وقد ظهر غياب تأثير المدرب على فريق اليوفي بشدة من جميع هذه النواحي في مباراة شاختار الأخيرة؛ إذ واجه الفريق صعوبة وهو لا يمتلك الكرة. إن سر قوة فريق اليوفي واضح من الموسم الماضي ويتمثل في أنه فريق متقارب الخطوط يجيد الضغط المتقدم ويؤدي بشكل متوازن. لكن فريق اليوفي تحت قيادة كاريرا لم ينجح في الضغط المتقدم على شاختار، وكان لاعبو خط الوسط المهاجمون في الفريق الأوكراني يجبرون ليخستينر على التراجع في الجانب الأيمن وأسامواه في الجانب الأيسر. وحظي ظهيرا الجنب في الفريق الأوكراني بحرية استلام الكرة والتقدم، ونجحا كثيرا في تجاوز لاعبي اليوفي وتمرير الكرة لزملائهم الذين توغلوا بحرية في نصف ملعب اليوفي.

ولو أن كونتي كان موجودا على مقعد المدرب لكان يستطيع أن يقول لأسامواه أن لا ينشغل بالدفاع، ولطالبه بأن يضغط على المنافس في منطقة متقدمة من الملعب، وأن يبدأ تدخله في موقع أكثر تقدما؛ فقد كان كيلليني يستطيع تغطية المساحة التي يتركها أسامواه، وكان ليخستينر يستطيع الانضمام لخط الدفاع. لكن هذا الوضع كان من شأنه أن يتسبب في خطورة في قلب الدفاع؛ حيث كان مدافعو اليوفي الأربعة سيواجهون أربعة مهاجمين في الفريق الأوكراني. ولو أن كونتي كان موجودا على مقعد البدلاء لتمكن من تغيير طريقة اللعب من 5-3-2 إلى 4-3-3، وهي الطريقة التي طبقها كثيرا في الموسم الماضي، وكانت ستسمح له بالهجوم المتقدم على ظهيري الدفاع في الفريق الأوكراني وبداية هجمات اليوفي من منقطة أكثر تقدما. لكن كونتي لم يكن يستطيع عمل أي شيء بخصوص الأداء البدني الجماعي لليوفي. فهل كان الإرهاق الذي ظهر على الفريق هو نتيجة للجهد البدني والنفسي الكبير الذي تعرض له الفريق بعد الفوز على روما في الدوري 4-1؟ نترك تحليل هذا لكاريرا وكونتي.