لعبة الإعلام

أحمد صادق دياب

TT

* يبدو أن الأحداث الصعبة في وسط كرة القدم السعودية لا تنتهي؛ فما إن خلصنا من موضوع تأجيل مباراة الاتحاد والأهلي، بكل ما صاحبها من لغط، ودفاع وهجوم وخطط مدروسة وغير مدروسة، وضرب من تحت الحزام في أحيان كثيرة، حتى ظهرت مشكلة خروج الهلال المدوي من البطولة الآسيوية، بذلك الشكل المحزن.

* ولأن الهلال له مكانته في الكرة السعودية، شاء من شاء، أو رفض، فقد كان لسقوطه بذلك الشكل دويا هائلا، لم يكن من الممكن أبدا التسليم بأنه شيئا عاديا، وحدثا لا يجب الوقوف عنده طويلا.

* وتحولت خسارة الهلال إلى معركة متعددة الجبهات بين الهلاليين أنفسهم وبين الآخرين الذين وجدوا فيها فرصة للنيل والانقضاض على الفريق، وزيادة الاحتقان، ومحاولة تشتيت الأذهان عن مشكلاتهم الذاتية.

* جمال كرة القدم في مفاجآتها، وما حدث للهلال، من وجهة نظري، يدخل في المفاجآت فحتى أكثر الكارهين لهذا الفريق لم يكن يحلم أبدا، بمثل تلك النتيجة الكبيرة بكل المعايير.

* وبالتأكيد كان الأمير عبد الرحمن بن مساعد رئيس النادي في قلب الزوبعة المشحونة من كل اتجاه، وكثرت الشائعات عن استقالته مع نائبه، إلى الدرجة التي عينوا فيها أحمد الخميس رئيسا للنادي، وتكليف مدرب الأولمبي بديلا عن المدرب الفرن، وإبعاد لاعبين عن الخارطة الهلالية، لتنقشع الأتربة عن عدم صدق أي منها.. وما استغربته أكثر أن أيا من وسائل الإعلام التي تبنت تلك الإشاعات لم تقدم أي اعتذار لقرائها، أو للإدارة الهلالية عن تلك الأخبار.

* أعطانا خروج الهلال من الآسيوية درسا مهما في الكيفية التي تتعامل بها بعض وسائل الإعلام مع الأحداث، والتي لا تقوم على أدلة واضحة، بل على التوقع، وإعطاء الإيحاء بحقيقتها، وتبنيها، ومناقشتها على أنها واقع حقيقي.

* لكم أن تتخيلوا، لو صدقت تلك الشائعات، السباق المحموم نحو انفرادهم بالخبر قيل الآخرين، وقدرتهم على الوصول إلى الحقائق قيل الآخرين..

* الناحية الثانية التي يجب أن لا نغفلها هي أن الإعلام الرسمي الهلالي فشل تماما في مواجهة واقع خروج الهلال من الآسيوية، وفشل كذلك في مواجهة الإعلام المتحمس المندفع.. فبدلا من الظهور بشكل عقلاني وهادئ، ويتعامل مع الواقع على أنه كرة قدم يمكن خلالها حدوث كل شيء، أخذ على عاتقه مهمة التبرير بأن المشكلة الأساسية تكمن في قوة الفريق الكوري وتأخر الكرة السعودية، وهو عذر لم يكن من المنطق قبوله أو التعاطي معه.

* هذا التخبط في الإعلام الرسمي لنادي الهلال يدعونا إلى التفكير الجدي في حاجة الأندية إلى وضع استراتيجيات إعلامية واضحة، لا تعتمد على قدرة المسؤول الإعلامي في النادي فقط، بل تقوم على أساس واضح من الخطط المعدة مسبقا لمقابلة الأحداث، مع وضع تجهيزات بديلة يمكن أن تخفف الضرر الناتج عن الأحداث السلبية.