صورة الميلان معتمة بشكل خطير

آندريا سكيانكي

TT

بعيدا عن الاعتراضات على الحكم فاليري والشكوى والندم، تعد صورة الميلان معتمة بشكل خطير، حيث خاض الفريق سبع مباريات وسجل سبعة أهداف فقط. وما يقلق أكثر أن مهاجمين فقط سجلا كل الأهداف، حيث سجل الشعراوي أربعة أهداف وسجل باتزيني ثلاثة أهداف، فإذا لم يسجل هذان المهاجمان يخرج الميلان صفر اليدين من الملعب. وقد تأكد غياب التهديف عن فريق الميلان أيضا في مباراة الديربي أمام الإنتر. ولقد لعب الإنتر بعشرة لاعبين في بداية الشوط الثاني من المباراة. وبخلاف بعض الكرات العرضية والتسديدات خارج منطقة الجزاء، لم يكن الميلان قادرا على صنع هجمات كبيرة يسجل منها أهدافا، ولم نشاهد أبدا رقابة دفاعية فردية حقيقية في مواجهة «رجل لرجل»، كذلك لم نشاهد مراوغة ناجحة بالكرة تضع اللاعب أمام حارس مرمى الخصم. وتتمثل مشكلة الميلان في الكفاءة، ومع رحيل النجم السويدي إبراهيموفيتش خسر الفريق الإيطالي الكثير منها.

وحاول مونتوليفو بناء الهجمات، ولم يكن أبدا مثلما كان بالأمس مهندسا معماريا، بمعنى أنه تولى مسؤولية تصميم المناورة. على أي حال، ذهب عمله سدى. ولم يتبعه زملاؤه أو فعلوا ذلك بشكل متقطع. وكان لاعب وسط الميلان أكثر من لمس الكرة بين زملائه (113 لمسة) كما كان أيضا أكثر من سدد الكرة نحو مرمى الخصم (قام بإنهاء الهجمة ست مرات؛ مرتين نحو المرمى وأربع مرات خارجه). وتتمثل المسألة في عدم إمكانية طلب من لاعب بمفرده القيام بعملية الوصل، ببناء الهجمة والاستمرار بها وإنهائها أيضا. فأين كان المهاجمون عندما كان مونتوليفو يبدع في الملعب؟ أين كانوا عندما تصدى حارس المرمى هاندانوفيتش لكرات لاعب الوسط؟ حول مونتوليفو، فيما عدا بعض الاستثناءات، كانت هناك صحراء خاوية، وهنا ينبغي على المدرب ماسيميليانو أليغري أن يعمل من أجل أن يعود الميلان إلى القمة.

وعلى العكس، نجح الإنتر في تحقيق الفوز بفضل صلابة خطي الدفاع والوسط، حيث قام مدافعو ستراماتشوني الثلاثة (رانوكيا وصامويل وجوان جيسوس)، وإليهما أضيف ناغاتامو وزانيتي على الأجناب بحركات مثالية متناغمة مع لاعبي قلب الوسط، أي غارغانو وكامبياسو. وعلى الأرجح كان كامبياسو، الذي حد من غارته الهجومية، نقطة مرجعية دائمة لزملائه في الملعب. ولقد لمس الأرجنتيني الكرة 50 مرة؛ نجح في 23 لمسة منها وأخطأ في خمس ركلات، ولم يسدد نحو المرمى أبدا في هذه المباراة، وأطلق الكرة مرة واحدة بنجاح، وركل كرتين عرضيتين وتمريرة حاسمة. ولكن بعيدا عن الأرقام غير الجيدة، شعرنا بوجوده في وسط الملعب. ويشير استخلاصه للكرة ست مرات إلى امتلاكه لروح التضحية المطلوبة؛ والأمر ذاته بالنسبة للأربعة الاحتكاكات الناجحة. في علامة واضحة على كون الخصم في خطر أمام كامبياسو. ويعلم لاعبو وسط الميلان أمرا ما، نظرا لأن في النهاية العصبية للفريق عندما انهزم الجميع في المقدمة لم يتقهقر الأرجنتيني. وهو عماد قوي لفريق الإنتر الذي يستعيد هويته مباراة تلو الأخرى ويبني مستقبله.