يجب على بالوتيللي الالتفات إلى الوراء قبل فوات الأوان

سبيستيانو فيرناتسا

TT

عند عمر 22 عاما، يبدو كل شيء سهلا وممكنا ويمكن تعويضه. كما هو الحال مع ماريو بالوتيللي، مهاجم المنتخب الإيطالي مانشستر سيتي، الذي لا ينظر إلى الوراء، ولكنه يتطلع دائما إلى الأمام؛ فهو سجين المستقبل وليس الماضي. ولكن مشكلة بالوتيللي تتمثل في الحاضر والوقت المعاصر، حيث يعيش حياة النجوم الصاخبة معرضا نفسه للخطر. ورصيده عند برانديللي، المدير الفني للآزوري، على وشك أن يصل إلى أدنى درجة. ويتصف المدير الفني بحسن الخلق والتفهم والصبر، ولكنه لن يتحمل أن يسخر منه أحد. ولن يمكن تقديم المغامرات الصيفية في الرييفيرا الفرنسية على حساب المنتخب الإيطالي وناديه الإنجليزي. فقد كان من المفترض أن يجري بالوتيللي عملية تصحيح بصره في شهر يوليو (تموز) الماضي؛ بدلا من أن يخضع لها في سبتمبر (أيلول) الماضي في بداية الموسم الحالي. ولم يعرف روبرتو مانشيني، مدرب مانشستر سيتي، كيف يدافع عن اللاعب الإيطالي أمام الإنجليز، الأمر الذي أكد الشائعات ووضعه في إطار «الفتى سيئ الخلق»، وليس هناك طريقة لإقناع الإنجليز بأنه يستحق العناء.

وإن المواهب الكروية التي يتمتع بها بالوتيللي ليست محلا للجدل، وحول هذا نتفق جميعنا (تقريبا)، حيث يعد ظاهرة كروية قوية؛ فهو أحد اللاعبين الذي إذا أراد أن يعيش حياة الرياضيين كان ليصبح بمستوى كريستيانو رونالدو وميسي. ولكن «مغامرات خارج الملعب» لبالوتيللي تستدعي شخصيات أخرى ومسؤوليات أخرى. ومن يقوم بمهمة تدريبه ماذا يمكنه أن يفعل من أجل مساعدته على الاستقامة وعلى عدم إهدار إرثه الخططي والبدني؟ أليس هناك شخص في محيط ماريو لديه القوة الكافية التي تمكنه من إخضاعه وأن يفسر له كيف يسير العالم من حوله؟ فكل من حوله يستنفذونه ويتملقونه ويربتون على كتفيه، ولا أحد يواجهه بالحقيقة القاسية، ومن يقدم له مسبقا العواقب الوخيمة التي لا مفر لها نتيجة نوعية الحياة التي يعيشها؟ وعلينا أن نضع في اعتبارنا أمرين؛ الأول يتعلق بالناحية البدنية، فعند عمر 22 عاما يمكن التسريع من وقت التعافي، حيث يمكن اللهو في الصباح والحضور إلى الملعب كأن شيئا لم يكن.

ومن عمر 20 إلى 25 عاما، نذكر جورج بيست على سبيل المثال، حيث يعرفه أهل مانشستر جيدا، حيث كان يغرق في اللهو مساء ويذهب في الظهيرة إلى أولد ترافورد ليذهل جماهير مانشستر يونايتد. وعلى العكس، عندما بلغ 26 عاما بدأ بيست ينطفئ بريقه، وعند 28 عاما كان قد انتهى مستقبله الكروي الباهر، مع اضطراره قبول راتب زهيد للغاية يليق بحالته السيئة في الدوري، ولم يعد جسد بيست قادرا على التعافي بعد ذلك.

وتتعلق المسألة الأخرى بالجمع بين حياة المخاطر والمباريات الكروية. ويعتبر بالوتيللي في حالة سلبية، ويولد الانطباع بعدم النجاح في تغطية العجز. ومن أجل المزيد من التوضيح، نذكر أن «الثقة» التي نالها في يونيو (حزيران) الماضي بسبب الهدف الذي سجله في يورو 2012 في بولندا وأوكرانيا قد تبخرت، حيث يتقدم خطوة للأمام ويتراجع ثلاث. وفي أول شهرين من الموسم الحالي، جاء نبأ تورطه في إحدى المشكلات وسجل أيضا هدف المأساة في مرمى أستون فيلا في كأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، حين خرج مانشستر سيتي من الدور الثالث إثر الهزيمة برباعية.

وفي الدوري الإنجليزي الممتاز، كان أداؤه معتما، وفي دوري الأبطال سجل في مرمى بوروسيا دورتموند من ضربة جزاء. وكثر الحديث عنه بسبب التوتر بينه وبين مانشيني، من أجل السيارة «بورش» التي أهداها لأخيه إنوك ومن أجل عودة قصة الحب مع عشيقته فيكو ومن أجل الرحلات الخاصة التي قام بها كثيرا. فلتبدأ بالالتفات إلى الوراء يا ماريو قبل أن يفوت الأوان.