عذرا سيدي المنتخب السعودي

أحمد صادق دياب

TT

* عذرا سيدي المنتخب السعودي، لما تعرضت له من قبل البعض، فالشماتة في المرض هي أسوء ما يمكن أن يحصل، وعندما كنت تتعذب في مرضك الذي ما زلت تعاني آثاره، تلذذ الكثيرون ممن لا يعرفون في علم الأمراض أو تشخيصها في تشريحك، وتقديم فتواهم في قوالب من (الردح) و(الصفاقة)، وكنت أنت صابرا على ما ابتليت به.

* صحيح، أنك ما زلت تتعافى، وما زال الأطباء يحاولون مساعدتك على تجاوز الأزمة التي طالتك، وعذبتنا، ببعدك عن المنصات، ولكن المشكلة، في أن من يدعون حبك كانوا يسهمون في قتل كرامتك من خلال كلماتهم التي تحولت إلى سخرية مقيتة، وكنت تتألم في انكسار يزيد من حالة التوحد والكآبة التي نهشت في جسدك.

* البعض قد يقول ومن السبب فيما أصابك؟ وهو سؤال وجيه، إذا ما أحسنا النية ووضعنا الخبرات المتخصصة في ذلك أمام طاولة الفحص وليس التشريح.. ولكن البعض كان يجهز الكفن ويطالب بدفن الجثة سريعا، بدلا من البحث عن العلاج.

* لم تعد بعد.. سيدي المنتخب، أعلم ذلك، ولكن لدي حلم ممزوج بكثير من الأمل أن كبرياءك التي خدشها محبوك، لا يمكن أن ترضى بأكثر مما تلقت، وستنتفض من جديد ضد البكتريا، وتولد لديك مناعة تعيد إليك القوة، لتطرد الفيروسات الخارجية التي حولتك إلى وهم، وأخذت تضحك من قدرتك على العودة.

* من أحبك بصدق، لا يمكن أن يتخلى عنك في مرضك، ويحول ما تعانيه إلى (نكتة) يضحك عليها من قلبه، وهو لا يعلم أنه يطعنك في القلب، ويشكك في قدرة أعضائك على منحك الاستمرار، لكن الخيل الأصيلة حتى عندما تمرض، تظل شامخة، وفاتحة عينها على ما حولها.

* أعلم أنك تحتاج إلينا جميعا، وتحتاج كثيرا إلى إعادة الثقة فيك، وهو ما سيساعدك على العودة السريعة، ولكن كيف سيستقبلك من طعنك كل يوم في الصميم عندما تعود رافعا رأسك بشموخ الكبار؟ سيقولون إن كلماتهم القاسية كانت وراء عودتك وليس قدرتك على هزيمتهم.

* حتما ستعود يوما ما.. وعندها سنضحك على تلك الكلمات التي طرزوها في كل مكان، وافتخروا بها، وسيبدأون في إنكارها والتملص منها، لكن التاريخ لا ينسى، وستظل وصمة في جباههم؛ لأنهم لم يقدروا ما كنت تعانيه، ولم يقدروا أن مرضك سيجعل منك أكثر قوة، لتعود من جديد إلى حيث يجب أن تكون في عقولهم وقلوبهم وفخرهم الذي لا يمكن أن يختبئوا منه.

* عذرا من جديد سيدي المنتخب.. لم نقدر معاناتك، ولم نقدر أن لكل طريق محطة استراحة، وأنت الآن ترتاح قليلا لتعود لنا، وتأكد أن المخلصين ما زالوا متيمين بك واثقين فيك معلقين بحبك.. أما الآخرون فأصفح عنهم فإنهم لا يفقهون.