كي لا تكون القناة «الرياضية» خارج السباق

موفق النويصر

TT

قبل نحو 10 أعوام أطلت علينا القناة «الرياضية» السعودية، منهية بذلك معاناة عقود طويلة من متابعة الشأن الرياضي بالتنقل بين القناتين «الأولى» و«الثانية».

ومع ظهور «الرياضية 2» استبشرنا خيرا بوجود قناة أخرى ستكمل ما عجزت عنه «الرياضية 1» في ملاحقتها للفعاليات والأنشطة الرياضية المختلفة غير كرة القدم.

ومع إطلاق وزارة الثقافة والإعلام لباقتها عالية الجودة المكونة من 6 قنوات رياضية، كان الشعور العام هو تعويض المشاهد السعودي عن سنوات الارتهان الطويلة لقنوات راديو وتلفزيون العرب (ART)، ومن بعدها «الجزيرة» الرياضية القطرية، في ملاحقة الشأن الرياضي السعودي.

الأكيد أن «الرياضية» بالتزامن مع تكليف الأمير تركي بن سلطان بن عبد العزيز، نائب وزير الثقافة والإعلام، بالإشراف العام عليها، قد أحدثت نقلة نوعية وكمية في خريطة برامجها، مكنتها من مزاحمة جميع الفضائيات التي تعنى بالشأن الرياضي السعودي. والأكيد أيضا أن المكرمة الملكية بمنحها الحق الحصري لنقل جميع مباريات الدوري السعودي لمدة 3 مواسم، قد منحتها امتيازا كانت تتسابق للحصول عليه فضائيات حكومية وخاصة، بمئات الملايين من الريالات. والأكيد كذلك أن الخبرة التراكمية المكتسبة من عمل معظم القنوات التي تعاقبت على نقل الشأن الرياضي السعودي، قد منحتنا شعورا بأن «الرياضية» ستقدم نفسها بشكل بارز ومتألق، ليس على سبيل النقل المباشر فحسب، ولكن على مستوى الأفكار والبرامج التي تهم المشاهد السعودي.. غير أن واقع الحال يقول بخلاف ذلك، فرغم تكفل «الرياضية» بنقل دوري «زين» للمحترفين، ودوري «ركاء» للدرجة الأولى، ودوري بطولة الأمير فيصل بن فهد، ودوري درجتي الشباب والناشئين، وبعض المباريات والبطولات المنتقاة في الألعاب الجماعية الأخرى، وملاحقة المنتخب في مبارياته الودية، والأندية في بطولاتها الآسيوية، لكن المشاهد لا يشعر بأنه يحصل على «الوجبة» التي كان ينتظرها، وأن هناك شعورا بأن معظم القنوات مغلقة أغلب ساعات اليوم، وما يعمل منها منشغل بعرض أهداف دوري «زين» في تكرار رتيب وممل.

ولعل جولة على قنوات «الرياضية» الـ6 في أي يوم، وليكن ليلة الأحد الماضي ساعة كتابة هذا المقال، ستظهر أن القناة الأولى كانت تعرض برنامج «الملعب»، والثانية تعيد عرض أهداف دوري «زين»، والقنوات 3 و4 و5 و6 مغلقة.

في حين أن إحدى القنوات الخليجية كانت منشغلة في ذات الوقت بعرض مباراة مسجلة من دوريها المحلي، وباقي قنواتها كانت تعرض مباريات من الدوريات الإيطالية والإسبانية والإنجليزية والتونسية، ونهائي كأس العالم للسيدات، ومباراة في بطولة العالم للأندية للكرة الطائرة، ومباراة في الرجبي، وبرنامجا وثائقيا عن نادي بايرن ميونيخ الألماني، واقتصادات الرياضة في إسبانيا.

في ظني أن الحماس الذي كانت عليه «الرياضية» ومسؤولوها خلال العامين الماضيين قد شابه شيء من الخمول، فالتغيير الملموس في النقل التلفزيوني لم يتجاوز المباريات المقامة في المدن الرئيسية فقط، وبعض البرامج المقدمة لم يتغير فيها شيء سوى الديكور أو الاسم، وبدا واضحا أن «القناة» تحاول عبثا محاكاة برامج ناجحة على فضائيات أخرى، ناهيك عن «الشللية» التي أصبحت إحدى سماتها، بتقديمها أسماء محددة لـ«الإفتاء» و«التنظير» في جميع شؤون الرياضة السعودية.

أعلم يقينا أن حديثي هذا لن يروق للكثير، وبخاصة أولئك المستفيدون من بقاء الوضع على ما هو عليه، ولكن جميع المؤشرات، كما أراها، لا تبشر بخير إذا ما ظلت الأمور على حالها حتى موعد انتهاء «المنحة الملكية».

لذلك يتوجب على مسيري القناة عدم الانخداع بالأضواء المسلطة عليهم بسبب الضجيج المصاحب للدوري السعودي الآن، ومحاولة معرفة وضعهم الحقيقي بين القنوات الرياضية، قبل أن يفاجأوا بأنفسهم خارج السباق، في عالم يعترف بغير لغة المال المدعومة بالابتكار والتجديد.. فهل يفعلون؟!

[email protected]