الآزوري يستحق التحرر من الشبهات العقيمة

لويجي جارلاندو

TT

ينقصنا فقط أن نحسب كم لاعبا من اليوفي يشارك في منتخب برانديللي، وكم من الأفلام الساخرة التي رآها؛ لنرى ما إذا كانت الكفة ستميل ناحية آندريا أنيللي رئيس اليوفي، أو أوريليو دي لاورنتيس رئيس نابولي. ولقد عكرت مباراة اليوفي ونابولي المقبلة، صفو أجواء كوفيرتشانو، مقر تدريب الآزوري، لما أثير من جدل حول محاباة لاعبي اليوفي بالعمل المختلف. وفي اللحظة الحالية، ثمة جدل عقيم؛ لأن كل لاعب تم استدعاؤه إلى المنتخب (بمن فيهم ودي سانكتيس)، يحضر إلى كوفيرتشانو ببرنامج عودته إلى اللعب الخاص بمدرب أحماله ويخضع له على حدة. وبعد الحديث عن المؤامرات بشأن لاعبي الآزوري الذين استخدمهم برانديللي والذين ادخر طاقاتهم (مثل كييلليني)، تظهر إصابة بوفون لتثير الجدل على مستوى حراسة المرمى. وفي هذه الأجواء من التوتر، يصبح التعامل مع إصابة طفيفة في العضلة الضامة صعبا مثل التعامل مع عبوة قابلة للانفجار من الصعب الاحتفاظ بها تحت الأرض من أجل منع انفجار الشكوك، لتجنب الانتقادات السلبية لإدارة نابولي. وما إن ينتشر الخبر فلن تكون إدارة المشكلة أقل صعوبة. وهناك الآن ثلاث فرضيات؛ تتمثل الأولى في محاولة بوفون اللعب وتعرض حالته لأن تصبح أسوأ، فيغضب اليوفي، أو يلعب دي سانكتيس في محله ويشعر بالإرهاق؛ فيغضب نابولي، أو قد يلجأ برانديللي إلى الفرضية الثالثة بالدفع بسيريغو.

وهذه هي الرياح التي تهب على الآزوري، حيث استشفها بوفون ذاته، الذي أفصح عن ما لديه، قائلا: «أنا ودي سانكتيس أكبر من بعض الأمور الدنيا». كما عقب أيضا جياكيريني على الأمر، قائلا: «من السخافة التفكير في أن فيدال حصل على الطرد عمدا لكي يخرج من المباراة أولا؛ فكلنا نود اللعب بقميص المنتخب». وإن لم يكن الأمر كذلك، فقد تعادل البطاقة الحمراء التي حصل عليها لاعب نابولي المقدوني بانديف مع منتخب بلاده موازين الجدل الذي حدث بشأن لاعب اليوفي التشيلي. ولكن، هل من الممكن أن نصل إلى هذا الحد في هذا المنتخب الذي يبدو رهينة إصابة طفيفة، كما لو كانت مباراة اليوفي ونابولي المقبلة ستقرر مصير العالم؟

وعلى العكس، نحن فقط في الجولة الثامنة من الدوري الإيطالي، ومباراة إيطاليا والدنمارك أكثر حسما من مباراة السبت المقبل. وكيف كانت لتصبح الأجواء لو كنا في شهر مايو (أيار) المقبل قبل الفوز بالدرع مباشرة؟ قد يكون هناك حل يتمثل في تنظيم جدول مباريات الدوري لتجنب وجود أي منافسات كبيرة في الدوري المحلي بعد مباراة المنتخب، ولكنه سيكون حلا عقيما وغير مناسب، نظرا لأن كل الفرق لها الحق ذاته في الحماية، ليس فقط الفرق التي تتنافس على الدرع. ويعد صحيحا أن هذا لا يحدث في إيطاليا فقط، لأن أندية إسبانيا أيضا تطلق على الإصابات التي تحدث للاعبي المنتخبات «فيروس الفيفا». كما أشار المدرب البرتغالي مورينهو إلى أن المباراة الودية التي لعبها منتخب إسبانيا في أغسطس (آب) الماضي كانت سببا أساسيا في المعاناة التي تعرض لها فريق ريال مدريد في بداية الدوري المحلي. ويدير ديل بوسكو الدفع بلاعبي ريال مدريد وبرشلونة في المنتخب الإسباني بمقاييس دقيقة. وهذا صحيح، ولكن في الوقت ذاته نرى ميسي يحلق مع منتخب الأرجنتين، ويسجل هدفين ويلعب بسعادة الأطفال، كما نرى منتخب إسبانيا العالمي لا يتوقف عن التألق بعد الهدف الرابع في مرمى بيلاروسيا، ويواصل الاستمتاع وتوزيع الفرحة على الجماهير.

فمتى ستنجح إيطاليا في ذلك؟ فقط عندما نفهم القيمة الحقيقية للمنتخب الإيطالي والاحترام الذي يستحقه؛ ابتداء من رؤساء الأندية حتى نصل إلى الجماهير. ويعني تحرير المدير الفني برانديللي من الضغوط والعقبات والعبوات الناسفة والمصالح الشخصية، والسماح له بالعمل بطريقة أكثر هدوءا والتأكيد على تحرر إيطاليا الرياضي والتحليق عاليا كما يطلب قائد الآزوري بوفون.