أهلينا اليوم!

عبد الرزاق أبو داود

TT

اليوم.. أهلينا الغالي على موعد كبير وحقيقي مع صناعة التاريخ.. ومحاولة كتابة سطور ذهبية جديدة في سجله الرياضي الحافل المديد.. اليوم - ومن مدينة أولسان بكوريا الجنوبية - يمكن للأهلي الجداوي السعودي أن يعانق السحاب أمام مئات الملايين من البشر الذين يتابعون اللقاء الكروي الكبير عبر محطات التلفزة التي اهتمت بهذا اللقاء كثيرا.. الأهلي الذي يطمح في أن يضع بصمته رفقة الأبطال الكبار في آسيا والعالم. الأهلي السعودي اليوم.. هذا الأهلي المتميز.. المفعم بالكثير من السمات الحميدة.. يمكنه أن يعبر الحدود والآفاق ويلتحق بأبطال العالم.. ويتربع بجدارة على عرش كرة القدم الآسيوية.

كثيرون هم من يحبسون أنفاسهم اليوم.. ويعدون الدقائق والساعات.. مترقبين.. قلقين.. وهم يتابعون المنازلة الكروية الكبرى بين الأهلي الجداوي السعودي وأولسان هيونداي الكوري في معقل الأخير بأولسان الكورية. كثيرون هم الذين أمطروني - منذ تأهل الأهلي للنهائي الآسيوي - بوابل من الأسئلة الصعبة والمباشرة حول التوقعات بنتيجة المباراة التاريخية بين الفريقين.. وكثيرا ما كنت أقول حذرا في إجابتي بأن: «التنبؤ» بنتيجة هذا اللقاء الكبير صعب جدا.. وقد يكون محيرا لآخرين.. لأسباب كثيرة.. ومعطيات متباينة.. وعوامل ومؤثرات شتى.. فنية.. وتكتيكية.. ونفسية.. وعناصرية.. وإدارية.. وجماهيرية.. وربما إعلامية.. وهي كذلك من حيث تأثير الطرح الإعلامي المتزايد في الآونة الأخيرة.. أولسان الذي فاز بكل مبارياته في نسخة البطولة الآسيوية الحالية.. يعتبر فريقا قويا بكل المقاييس، خاصة أنه سيلعب اليوم على أرضه وبين جماهيره..

أولسان هذا يملك مدربا محنكا.. وصاحب خبرة طويلة، وشخصية قوية، وحصيلة فنية كبيرة، ويعد الثالث عشر على مستوى مدربي العالم في التصنيف الدولي الأخير.. أولسان هذا لديه مجموعة رائعة من اللاعبين الكوريين والأجانب، وهم على قدر كبير من الانسجام والحيوية والإنتاجية والأداء.. وبالمقابل فإن الأهلي الجداوي السعودي يعتبر أحد أقوى إن لم يكن الأقوى بين الفرق السعودية والخليجية والعربية، وقد تمكن بفضل الدعم الشرفي الرائع للأمير خالد بن عبد الله، وعطاء مجموعة جيدة جدا من اللاعبين أن يتمكن من الوصول إلى نهائي أكبر قارات العالم، بعد أن أقصى فرقا آسيوية كبيرة كسبهان الإيراني والاتحاد السعودي وغيرهما.. حظوظ الأهلي الجداوي اليوم تكمن في مدى قدرته على السيطرة على الكرة، وعدم ترك مساحات خالية للخصم، والتنظيم الدفاعي الجيد والمتماسك.. والتنبه واليقظة التامة للهجمات الارتدادية السريعة لفريق أولسان، وخطورة ألعابه الهوائية المتقنة في أغلب الأحوال.. وضرورة عدم الاندفاع غير المحسوب إلى الأمام.. وأهمية استغلال الفرص المتاحة والكرات الثابتة، ووجوب التوازن بين الدفاع والهجوم. المباراة التاريخية كما أسلفنا وكما نبهنا مرارا وتكرارا - في إجاباتنا واللقاءات الإعلامية - صعبة على الفريقين، وخاصة الأهلي الذي يلعب بعيدا عن أرضه وجماهيره، ولكنه قادر على تعويض ذلك بمزيد من البذل والعطاء واليقظة إن شاء الله.