صعود كافاني بين اللاعبين الأفذاذ وقيم ماتزاري

باولو كوندو

TT

إذا انطلقنا من افتراض أن ميسي ورونالدو وإبراهيموفيتش وروني وتوتي يعتبرون مهاجمين معتادين في كل الملاعب على التركيز على المرمى لكن أيضا على التيسير، بحركة أو بتمريرة حاسمة، فليس هناك أدنى شك أن كافاني يتنافس حاليا مع الكولومبي فالكاو والهولندي فان بيرسي على لقب أفضل مهاجم في العالم أيضا. والأربعة أهداف التي سجلها لاعب أوروغواي في دنيبرو، بعرض فني ونضوج وحدس رائع، ساهمت في إقناعنا ليس بقيمته، فهذا واضح للغاية منذ فترة، لكن عن حقه أن يكون له علاقة بأسلافه في المركز. وفي ظل اختفاء دروغبا من المشهد، مهاجم مسيطر على هذا النحو يستحق الدفع به في دوري الأبطال مع فريق «عادي» مثل تشيلسي 2012، والرفع من شأن الكاميروني إيتو في نادي إنجي الروسي الذي لم يرفع بعد من مهاراته العظيمة، فإن كافاني قد صعد مجددا في التصنيف مرورا سواء على لاعبي ريال مدريد بينزيما وهيغواين أو ثنائي منطقة الجزاء في مانشستر سيتي المكون من أغويرو ودزيكو (تيفيز وبالوتيللي ينتمون أكثر إلى مكان آخر)، أو محطات متفرقة في أوروبا مثل ميليتو وفيلا وغوميز ويفاندوفسكي وكلوزه. وتحتوي الجملة الأخيرة على نظامين في اللعب؛ الأول هو أن المهاجم الصريح هو من ينهي الهجمة فعندما تأتي له الكرة، تنتهي الهجمة بشكل عام بتسديدة؛ والثانية هو أن مهاجم (ربما) جيد مثل نيمار لا ينبغي أخذه في الاعتبار حتى الانتقال في أوروبا حيث ستتضح قدراته ومركزه. وفي البرازيل فإنه يتم الجمع بين كل منهما لكن في مونديال الأندية الأخير، الذي شارك فيه أبطال برشلونة، كان يبدو طفلا يحاول جمع التوقيعات.

ويدخل كافاني في القائمة القصيرة لأفضل ثلاثة لاعبين دون حدود افتراضية محددة مسبقا. والمهم الآن هو أنه لا ينبغي على فريق نابولي أن ينحيه جانبا لأنه بغض النظر عن بعض الفلسفيات فإنه يتعين على الأبطال اللعب دائما، خاصة هؤلاء مثل كافاني، الذين يركزون ويعمقون المعرفة الدولية الغير معبر عنها بعد (والاستثناء من الـ23 لاعبا المرشحين للكرة الذهبية قد لمسه بكل تأكيد). وبهذا المعنى، ليس هناك مثال أكثر دلالة من فالكاو، الذي قاد أتلتيكو مدريد في الموسم الماضي إلى الفوز بالدوري الأوروبي دخولا على هذا النحو في كأس السوبر ومتألقا فيه بثلاثية في 45 دقيقة فقط. ومن ليلة مونتي كارلو وهو يتم أخذ فالكاو في الاعتبار بالإجماع على أنه أفضل لاعب من أصحاب القمصان رقم 9. ويدرك كافاني هذا الأمر والرغبة في متابعة نفس المسار حقيقية ولم يكن أتلتيكو في الموسم الماضي بالتأكيد أقوى من نابولي.

وينبغي وضع ميدالية على صدر ماتزاري مدرب نابولي فعندما كان لا يزال يعتقد الجميع قليلا - ونحن من ضمنهم - أن لاعب أوروغواي يعتبر لاعبا ليس صغيرا في مرحلة النضوج، «رأى» هو أنه أعظم بطل مقنعا نادي نابولي بالحصول عليه. وللحفاظ على مستواه، ينبغي وضعه الآن في حالات الفوز، بوضوح جنبا إلى جنب مع أوريليو دي لاورينتيس رئيس نادي نابولي وإلا فسيرحل كافاني عن النادي. إنه أمر لا مفر منه. وبخلاف الاستثناءات المحددة للغاية (توتي الأشهر) فإن الأبطال فعلوا ذلك ويرغبون في ترك بصمة مرورهم مزودين خزانتهم بالجوائز. وأشار ماتزاري في نهاية المباراة بشكل مناسب عن فضل الفريق فيما فعله لاعب أوروغواي، لكن لم يتراء إلى أي شخص أن ميزة اللاعبين الأساسيين - وعلى رأسهم السلوفاني هامسيك - كانت قد ساعدت نابولي وكافاني. لأن مبدأ تناوب الأدوار يعتبر استراتيجية والتي تتطلب دقة لا نهائية، حتى نقطة معينة تجعلك تفوز بكل شيء، لكن الانحراف مليمترا آخر يمكن أن يجعلك تخسر.