فوقية الإعلام!

أحمد صادق دياب

TT

* لا أريد أن أعود بالأهلاويين إلى آلام الشعور بالحسرة بعد النهائي الآسيوي الذي يجب أن يدخل إلى عالم النسيان في ذاكرة الأهلاويين، ولكن بالتأكيد لا بد من استرجاع لحظات الألم في أحيان كثيرة، فقط لنتذكر كيف كان من المكن تجنبه. بالتأكيد ليس عيبا أو كارثة أن تخسر مباراة أو بطولة أيا كانت، فالمشاركون كثيرون والبطل دائما واحد، لكن من المهم جدا أن تكون محاولتنا جادة جدا، ونظرتنا مركزة على الهدف، وأفكارنا منضبطة حول قدراتنا، وكل ذلك لم يحدث في المحاولة الأهلاوية الآسيوية، فقد كان الحلم يسبق الواقع، فعاشوا في حلم أنهم أبطال أكبر قارات العالم قبل أن يصلوا إلى كوريا للعب المباراة..

ففي الأيام العشرة الأخيرة التي سبقت المباراة، لم يكن من الممكن أن تتحدث إلى أي من الجماهير الأهلاوية، أو من يسمون بالإعلام الأهلاوي، إلا وتشعر بحجم المبالغة في الثقة في الفريق، وأن البطولة نزهة للنجوم في كوريا، لذا كانت الصدمة كبيرة عليهم جدا، واختفى معظمهم من وسائل التواصل الاجتماعي عقب المباراة، بينما اختبأ عدد من الكتاب وحجبوا زواياهم لأيام.

ما زلت أكرر أن فقدان البطولة الآسيوية ليس نهاية المطاف على الإطلاق، فالأهلي يملك كل المقومات التي يمكن أن تتوجه على رأس القارة، في الموسم المقبل، لكن ما يحتاجه في الواقع هو نوع من الواقعية في التعامل مع الأحداث مع تطور الفريق الأول، دون إفراط، ودون غرور من قبل جمهوره، ومن دون فوقية يمارسها إعلامه.

* المحامي خالد أبو راشد ربما يكون في الوقت الحالي من أبرز القانونيين المهتمين بالشأن القانوني في الرياضة، وهو توجه يحمد له بالتأكيد، فالرياضة في المملكة تحتاج كثيرا إلى هذا النوع من الاهتمام القانوني الذي يحمي مصالح العاملين في هذا المجال بشكل عام، وأعرف عن «أبو راشد» اهتمامه الكلي بالنواحي الدقيقة للقانون، وبعده عن الرسمية في التعامل مع الأحداث، وهو ما يجعله اليوم من أهم القانونين الموجودين على الساحة الرياضية هذه الأيام.

* غدا يلتقي منتخبنا الوطني مع الأرجنتين.. كل الترشيحات تصب في صالح المنتخب الضيف، لذا أعتقد أن علينا أن نعترف بعاملين مهمين؛ أولهما أن الأرجنتين ذات مستوى عال جدا، والثاني أن منتخبنا فقد الكثير من بريقه، لذا ليس الهدف البحث عن نتيجة بقدر ما هو فرصة للاستفادة من هذا اللقاء والخروج بمكتسبات فنية ونفسية وجماهيرية، وعلينا التصرف بحكمة والتعامل مع الأحداث بواقعية دون إفراط أو تفريط، بغض النظر عن النتيجة.

* أصبحت مشكلتنا الأساسية في الوسط الإعلامي الرياضي هي انعدام الثقة في ما بيننا، وتحول سوء الظن إلى معتقد نفسر من خلاله أقوالنا وبعضا من أفعالنا، دون أن نترك لحسن النية مساحة يمكن من خلالها أن نبرر مواقف الآخرين.