اليوفي يستعيد مكانته بين الفرق الأوروبية

أليساندرو دي كالو

TT

أين يمكن أن يصل فريق يوفنتوس الحالي في دوري الأبطال؟ يمكنه أن يصل بعيدا. فقد أغلق دائرة نضجه القاري بمباراة لا تنسى أمام تشيلسي لمدربه دي ماتيو الذي وصل تقريبا إلى نقطة النهاية. فقد بدأ الاختبار بالنسبة لمدرب تشيلسي على ملعب ستامفورد بريدج في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي بنتائج واعدة جدا، وكان أداؤه محدودا إلى حد ما في المواجهة الأولى أمام نوردسيلاند الدنماركي، وسقط بشكل نهائي في مواجهة يوفنتوس. ولقد كانت مباراة أبطال أوروبا فاصلة في مباريات التأهل لثمن نهائي دوري الأبطال. وكانت الهزيمة سيئة بالنسبة لفريق تشيلسي، الذي كان يمكنه أن يكتفي ببعض اللعب الدفاعي الجيد والهجمات المرتدة؛ ذلك الفن الذي يعتبر الفريق الإنجليزي بارعا فيه بشهادة فريقي البارسا وبايرن ميونيخ اللذين سقطا أمامه في نصف نهائي ونهائي دوري أبطال أوروبا منذ 6 أشهر مضت.

في الواقع، كان اليوفي أكثر قوة من أبطال أوروبا على مستوى الحماس في الملعب، فلقد قدم لاعبو السيدة العجوز مباراة تكاد تصل إلى حد الكمال حينما كان مطلوبا بذل أقصى جهد. ولم تكن أهداف كوالياريلا وفيدال وجوفينكو فقط سببا في إمتاع عيون المشاهدين، ولكن ما أثار الإعجاب أيضا الصلابة الذهنية والبدنية والخططية القوية لعناصر اليوفي أمام الجماهير (بما فيها أنظار زين الدين زيدان المندهشة). ويمثل فوز اليوفي في هذه المباراة الفاصلة عودة السيدة العجوز إلى التألق في أكبر بطولة أوروبية، وفرض السيطرة من جديد على المملكة التي بدت على وشك الضياع. ولكن لا يزال اليوفي يفتقد إلى شيء ما؛ حيث اضطره غياب هداف قوي في منطقة الجزاء إلى بذل مجهود كبير للتسجيل. ويمكن القول: إنه ربما يدفع ثمن هذا المجهود إن عاجلا أو آجلا. ولكن تصحيح هذا الوضع ممكن. وهذا هو الطريق السليم للعودة إلى ترسيخ مكانة يوفنتوس بين كبار الفرق الأوروبية..

وفي الموسم الحالي من دوري الأبطال، لا يزال اليوفي عليه أن يتخذ خطوة للأمام. وإذا كان فريق أنطونيو كونتي قادرا على تحقيق الفوز في دونتيسك أمام شاختار الأوكراني يوم 5 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، سيضمن تصدر مجموعته في دوري الأبطال. وعند هذه النقطة، سيتيقن اليوفي أيضا من عدم اضطراره لمواجهة فريق خارق مثل برشلونة ومانشستر يونايتد، و(على الأرجح) بايرن ميونيخ في ثمن نهائي دوري الأبطال. ولكن هزيمة شاختار في أوكرانيا أمر صعب للغاية، فهو الفريق الأقوى بدنيا حتى هذه اللحظة في الجولة الأوروبية، وسيبدأ استعداد جاد جدا من أجل الفوز باللقاء الأخير. وجدير بالذكر أن الأوكرانيين تنقصهم نقطة واحدة للتأهل في صدارة المجموعة، ويكفي اليوفي نقطة واحدة للتأهل كثان. إذن هناك مصلحة مشتركة، فهل يمكننا إعلان التعادل في المباراة المقبلة؟

بالنظر إلى حالة شاختار الأوكراني، لا يمكن ضمان شيء، ويكفي رؤية المجهود الرائع الذي قدمه أمام نوردسيلاند الدنماركي رغم هدفهم الأول الذي جاء من لعبة وقف لها الخصم بنية حسنة، لأن المفروض إعادتها للفريق الدنماركي. في المقابل، يبدو أن مستقبل تشيلسي في خطر، في ظل غياب دروغبا وجون تيري.