حال الأهلي

عبد الرزاق أبو داود

TT

تفاقمت الأوضاع بالنادي الأهلي على نحو لم يكن متوقعا، ولم يكن منافسو الأهلي يتوقعون أن تصل الأمور فيه إلى ما وصلت إليه. وصبت جماهيره جام غضبها على الإدارة والمدرب جراء الخسائر الأخيرة المتتالية مما يمثل تراجعا مخيفا وذا دلالة على تردي الأحوال الفنية والإدارية في الفريق. هكذا هو حال الأهلي اليوم، وهي حقيقة ساطعة، تعالت على إثرها الأصوات فبعضها يتهم إدارة الفريق، وآخرون يصرون على إقالة جاروليم، وفئة تطالب بتغير اللاعبين الأجانب!

المسؤولية عن أي ناد مسؤولية جماعية، فهناك مسؤولية إدارية، وأخرى فنية يتحملها المدرب والأجهزة الفنية واللاعبون، وهناك مسؤولية شرفية تضع الاستراتيجيات وتدعم وتوجه وتراقب وتحاسب، وهناك مسؤوليات جماهيرية تتمحور في الدعم المعنوي والأدبي. ولا شك أن جماهير الأهلي مميزة في هذا الجانب. وهناك مسؤولية إعلامية توعوية. وكل هذه الجهات تتحمل مسؤولياتها في نطاق مهامها الموكلة إليها، كما أن الجهود المبذولة من الجميع تصب في النهاية في بوتقة واحدة، تعمل على تحقيق النجاح للنادي.

إن تفرد أي جهة أو محاولة تحمل كل المسؤوليات، أو محاولة تصوير أي نقد أو رأي بناء بصورة مغايرة لن يكون في مصلحة النادي، كما أن «الادعاء» بتحمل المسؤولية عند تحقيق الانتصارات ثم إلقاء التبعة على الآخرين عند الإخفاقات أمر لا يستقيم، ولا يصب في مصلحة النادي. وإذا كان الاستقرار الإداري هو أحد أسباب النجاح، فإننا نرى أهمية استمرار الإدارة الأهلاوية في أداء عملها، ومنحها الدعم الكافي وفق «تصور منهجي مقبول» شرفيا وجماهيريا، «وعقد عملي» يستند إلى أن تتحمل كل الجهات في النادي أعمالها جميع متكاملة، بصرف النظر عن التباينات، فالعملية تكاملية في الأدوار والمهام وهي مفتاح عودة الأهلي إلى وضعه الطبيعي.

على الأهلاويين تهدئة الأمور.. وإعادة فتح قنوات التواصل، والعمل بروح جماعية، ووقف حملات «الترويج الإعلامي»، والعمل بروح تجمع ولا تفرق. على الأهلاويين العودة إلى تبني سياسة الحوار البناء.. وإتاحة الفرصة لكل محبي الأهلي وأبنائه لإبداء آرائهم، وطرح أفكارهم وتقبل الرأي الآخر وتغليب مصالح الأهلي على مصالحنا الفردية. ولا نشك إطلاقا في كون «المرجعية الأهلاوية» تدرك تماما دقة وصعوبة الأوضاع الحالية التي يمر بها الفريق الأول، ولا نشك في أنها تسعى للتوصل إلى «وصفة عملية» لإعادة الأمور إلى نصابها.

وأخيرا نرى أن الأهلي متاح لجميع أبنائه وسيظل كذلك، وأن العمل الجماعي من أساسيات النجاح، وأن الاستقرار الإداري والمالي والفني مهم جدا. ولكي تنجح الإدارة في مهمتها، فإنها تحتاج إلى وقفة قوية مع النفس.. ومراجعة شاملة ناقدة لمنهجية عملها، وقفة تحتاج إلى المصارحة وتحديد الأخطاء، ومن ثم معالجتها.. وقفة عمل.. وخطوات تصحيح.. فالأهلي.. هو الذي يهم في النهاية بالنسبة لمحبيه، وهو وحده من سيدفع ثمن عدم التوافق.