أفضل لاعب آسيوي.. و«التشتت»!

عادل عصام الدين

TT

أشفقت كثيرا على «حال» مدافع الاتحاد حمد المنتشري، الذي فاز في يوم من الأيام بلقب أفضل لاعب في قارة آسيا.

بعض، إن لم يكن «كل»، نجوم الاتحاد «الكبار»، سنا وإنجازا، وصلوا في ظني إلى نهاية المشوار.. وتلك هي المشكلة التي يعاني منها عميد الأندية السعودية هذه الأيام.

في مباراتين متتاليتين ارتكب المدافع «الدولي» السابق خطأين لا يرتكبهما مدافع يملك الكفاءة.. والثقة.

في مباراة الفتح والاتحاد.. أخرج حمد المنتشري فريقه خاسرا بارتكابه خطأ عجيبا، واحتسب الحكم ركلة جزاء فاز على أثرها الفتح على الاتحاد، ولو كنت مدربا لما أشركته في المباراة التالية.. والأغرب أن المنتشري لم يقدم حتى الاعتذار لجماهير ناديه الكبيرة.. الوفية.. الصابرة.

وما يثير الاستغراب أن المنتشري نفسه وفي المباراة التالية، أي في مباراة الاتحاد والشعلة، ارتكب خطأ جديدا كان يستدعي الحكم بضربة جزاء للشعلة، إلا أن الحكم لم يفعل ونفذ الاتحاد بجلده.

من الواجب على نجم له تاريخه واسمه أن يحاسب نفسه، وأن يهتم بماضيه الحافل بالإنجازات، وإلا فعليه أن يغادر إن كان يحب ناديه ويحترم جماهير الاتحاد التي صفقت له طويلا.

تراجع مستوى المنتشري كثيرا، ويكفي أن يصبر الاتحاديون على هذا الأداء الذي يشوه تاريخ نجم اختير الأفضل آسيويا من قبل، أما أن «يزيد الطين بلة» بارتكاب أخطاء تزيد من مواجع وآلام الفريق، فتلك مشكلة يجب أن يحلها النجم الذي كان في يوم من الأيام مدافعا له وزنه وثقله.

* قلت إن الرئيس «الأناني» قتل موهبة كنا ننتظر منها الكثير.

لكن بعض رؤساء الأندية «الأنانيين» حولوا اهتمامات اللاعبين من داخل الملعب إلى خارجه.

وما أكثر النجوم الذين يعانون من التشتت الذهني بسبب «حساباتهم» وتركيزهم على ما سوف يجنونه من أموال. نسي اللاعبون أدوارهم.. وواجباتهم في الملاعب.. وبات همهم الوحيد مركزا على «عد» و«حساب» الأيام والأشهر بحثا عن رئيس «أناني» جديد يقدم لهم ما يسيل له اللعاب قبل بدء الفترة الحرة «الـ6 الأشهر الأخيرة» من العقد.

إنها «الحرب» القذرة الجديدة التي أكلت الأخضر واليابس وحولت بعض النجوم إلى لاعبين يشكلون عبئا على فرقهم. لاعبين يبحثون عن حقوقهم مع إهمال كامل لواجباتهم.

كيف ننتظر من اللاعب الذي يملك مقدرة فنية عالية أن يقدم ما هو منتظر منه؟!.. كيف ينتج اللاعب ويقدم العطاء المطلوب وهو شارد الذهن لا يفكر إلا في الملايين التي سيقبضها قبل أن ينتهي عقده مع ناديه؟!

صحيح أن من حق اللاعب أن يفكر في مستقبله، لا سيما أن حياة اللاعبين في الملاعب قصيرة، بيد أن ما يحدث خارج الملاعب هنا غير مقبول على الإطلاق، فاللاعبون لا يقدمون ما يوازي ما يكسبونه من ملايين.

لم تعد للملايين قيمة في ظل هذه الحرب القذرة والأنانية.. التي يتمتع بها «بعض» رؤساء الأندية الكبيرة الذين لا يفكرون.. ولا يهتمون بالأندية المنافسة ولا بأحوال النجوم الذين يطاردونهم!!

[email protected]