الضرير الذي يشاهد فريق يوفنتوس

لويجي جارلاندو

TT

يحكي جيوفاني الهدف الأول لليوفي في مرمى تشيلسي هكذا: «كنا في أحد أركان المدرج الجنوبي، وكان باولو يحدثني: (بيرلو يتقدم، تسديدة..). ثم ظل ساكتا، وتفجر الاستاد. هدف! وشرح باولو لي: (تم تحويل الكرة داخل المرمى، لكني لن أعلم من صاحب الهدف..). قلت له: كوالياريلا، كان كوالياريلا. لا أدري لماذا، لكني كنت واثقا، فأشياء بعينها أشعر بها كما لو أني أراها».

صار جيوفاني غوتزو، 34 عاما، وهو منحدر من إقليم كالابريا جنوب إيطاليا ومقيم في نابولي، ضريرا بعد شهور قليلة من ميلاده بفعل مرض الحصبة. هو بطل بارالمبي في الجودو، في وزن 90 كيلوغراما. في 9 ديسمبر (كانون الأول) سيدافع عن اللقب في تيرني. يعشق الرياضة. وكان في تورينو للمشاركة في أولمبياد 2006، وفي بلجيكا وروسيا من أجل كأس الاتحاد، ويتابع فريق بوسيليبو لكرة الماء، وفريق يوفنتوس الكروي، قدر استطاعته. نحن نقول «يتابع»، وهو يقول «أرى». ويعد كوالياريلا الدليل أنه على صواب، هذا لأن كل حس وكل ذرة قلب وعشق إبداع يشارك في التجسيد. وكل مرة هي تغلب على الظلام.

ويقول: «وقعت في غرام يوفنتوس في وقت غياب الشكوك، حينما كانت مدينة نابولي تجن بسبب مارادونا. كنت في صف ليبي وباجيو وديل بييرو. اشتريت تذكرة لنهائي دوري أبطال أوروبا عام 1996، أو بالأحرى دفعت الأموال مقدما وخدعوني. لم أشاهد التذكرة قط. كنت فتى صغيرا، ولم يكن لي أحد يصطحبني إلى الاستاد، بعدها تعرفت على روكو في أحد مطاعم الفطائر بنابولي، لم تكن توجد طاولة خالية. قال لي: (لو أردت، بإمكانك الجلوس على مقعدي). تحدثنا طويلا عن اليوفي، هو محامٍ، ولديه ارتباطات طوال الأسبوع دائما، ولهذا في مباريات الكأس كان يصطحبني باولو، صديق الطفولة، وهو عاطل للأسف. أقوم بالمبادلة بينهما، روكو في بطولة الدوري، وباولو في الشامبيونزليغ.

يجلسان إلى جواري ويسردان لي ما يحدث في الملعب، ويوم الثلاثاء الماضي في هدف جيوفينكو، عانقني أحد المشجعين وقال لي: (صديقك مسلٍّ.. أنا في الاستاد وكأن قناة سكاي في أذني). هدف جيوفينكو هو ما أسعدني أكثر، فهو يستحقه بعد انتقادات كثيرة، أتصور جيوفينكو صغير البنية، مثلما يقال في نابولي، فهو جسور، عنيد، بينما أتخيل بيرلو أصغر بنية من كوالياريلا. أعزف على البيانو، ولدي أذنان طيبتان. في استاد يوفنتوس توجد موسيقى مختلفة عن تلك الموجودة بالاستاد الأولمبي بتورينو، حيث يشعر المرء بتناغم البيت. لتخليد ذكرى الليلة الكبيرة حملت معي إلى المنزل علما أحمر، فالألوان بالنسبة لي هي تعبيرات شفهية، لكن أعلم أنها تعطي قيمة للأشياء. تعجبني جملة في نشيدنا (الأسود الذي يعانق الأبيض). الأبيض هو السعادة والأسود هو الحزن، والحياة تعانق الفرح والألم. يوفنتوس هو الحياة. أذهب إلى الاستاد دائما مرتديا قميص ماركيزيو، فهو رمز، فهو من أبناء تورينو، ونشأ في النادي، ويعكس طهارة أسلوب اليوفي. شاهدت في تورينو مباراة يوفنتوس - أتلانتا 3 / 1، والاحتفال بالدرع، ومباراة يوفي - نابولي 2 / 0، واليوفي - نوردسيلاند 4 / 0، ويوفنتوس - تشيلسي 3 / 0. أربعة انتصارات، و12 هدفا تم تسجيلها، وهدف واحد في مرمانا. قد يناسب نادي اليوفي دعوتي.. أريد التعرف على ماركيزيو، وأحلم بمشاهدة نهائي الشامبيونزليغ القادم مع فريق اليوفي في الملعب. إنني كبرت وألعب الجودو، هذه المرة لن يخدعوني بشأن التذكرة».

«يرى» وليس «يتابع». جيوفاني معه حق.