التلميذ مونتوليفو يتفوق على الأستاذ بيرلو

أندريا سكيانكي

TT

لعب بعض الوقت على الجانب الأيمن من خط الوسط والبعض الآخر في قلب الوسط. مونتوليفو شق نفسه قسمين، وبشارة قائد الفريق فوق ذراعه استطاع أن يجر خلفه الميلان لتجاوز عقبة اليوفي. فقد أثار مونتوليفو الإعجاب بالطريقة التي أدى بها دوره أمام يوفنتوس: فهو لم يتوقف عند حدود الواجب الصغير الذي يتعين عليه القيام به، بل تحمل مسؤوليات غير سهلة، وتحكم في حركة المرور، وكان يذهب للضغط على الخصم عندما يتطلب الأمر منه ذلك، كما ألزم نفسه معارضة محاولات ماركيزيو لشن غارات على الميلان، وأحسن اختيار أوقات مناورات فريقه. وأمام مونتوليفو، كان هناك الأستاذ المخضرم بيرلو: لا يمكن القول بأن صورة لاعب اليوفي قد تشوهت. على الإطلاق. بل لمرة واحدة، سيمكننا التأكيد بهدوء على أن التلميذ يقدم قناعات أكثر من الأستاذ. الحقيقة هي أن المدرب أليغري صمم طريقة خططية مثالية وفقا للحظة الحالية التي يمر بها فريقه: لاعبو الميلان ليست لديهم طاقات (ولا مهارات فنية) تجعلوهم يفرضون طريقة لعبهم أمام اليوفي، ولذلك حرصوا على البقاء في الخلف بشكل منظم ومتماسك، وألا يسمحوا بأي مساحات خلف أكتاف المدافعين. ومن هنا، يتعين بعد ذلك معاودة الانطلاق بسرعة بهدف اختراق دفاع اليوفي. أما اليوفي، على العكس، فقد أظهر مرة أخرى الندرة الهجومية التي يعانيها. انتبهوا: نحن لا نهاجم... المهاجمون، بل كل هؤلاء الذين يشاركون في بناء الهجمات. لا يمكن أن يكون اللعب بهذا القدر الكبير من الرتبة، لا يمكن أن تصل 32 كرة عرضية إلى داخل منطقة الجزاء دون النجاح مطلقا في تسديد الكرة نحو مرمى الخصم.

طاقة كبيرة: لمس ريكاردو مونتوليفو الكرة 80 مرة، وسدد كرتين تجاه المرمى(واحدة بين الثلاث خشبات وأخرى بعيدة عن المرمى)، ولكن بالأحرى ظهر ثقل لاعب الميلان في إحصاءات أرقام المباراة: من بين 39 تمريرة، لم يخطئ مونتوليفو في 4 كرات فحسب. ومن بين 6 محاولات للمراوغة، نجح في 4 كرات منهم. هذا يعني أن لاعب خط الوسط، عندما تكون بحوزته الكرة، لا يخشى من مواجهة الخصم، بل يركز، و(غالبا) يتجاوزه. وهذا الأمر يعد أساسيا بالنسبة لفريق الميلان، حيث إنه يسمح بالتقاط الأنفاس (حيث إن اليوفي يضغط)، وإعادة تنظيم أوراق الفريق لـ20 مترا في الأمام. ريكاردو لم يدخر جهدا في الركض أو الالتحامات: 12 التحاما فاز فيهم بـ7 كرات وخسر 5 آخرين. علاوة على ذلك، فقد 7 كرات، واستعاد من بين أقدام الخصم 7 آخرين. كما قدم مونتوليفو الكثير من العمل لخدمة فريقه خلال اللقاء.

بيرلو، الذي لم يتألق، تعرض للعقاب بسبب غياب مزاج رفاقه والعاصفة الهجومية وحسن إغلاق الفريق المنافس لكافة المساحات داخل الملعب. لقد وضع أليغري اللاعب بواتينغ في وسط أضلاع المثلث الهجومي للميلان، ولم يستطع ماركيزيو وفيدال الالتزام تجاه انطلاقات بيرلو. وهكذا، رغم لمس بيرلو الكرة 103 مرات خلال المباراة.