مدربون.. وما أدراك ما هم!

عبد الرزاق أبو داود

TT

«المدرب» موظف بعقد، يعد أحد أهم جوانب معادلة النجاح أو الفشل في كرة القدم، غير أن المعرفة والخبرة والتجربة وأساليب التدريب التي يملكها المدربون متباينة نوعا. لكل منهم أسلوبه واتجاهاته وبصماته وشطحاته وإخفاقاته. ونادرا ما يفلت مدرب من النقد بطريقة أو أخرى. الرياضة، وخاصة كرة القدم، هي إعداد وخطط ومهارات ولياقة واستغلال للفرص وشيء من الحظ و«الحظوة» أحيانا!

مدرب كرة القدم رجل مارس اللعبة غالبا، واجتاز دورات تدريبية، وربما بعض شهادات في مختلف الحالات. سمات مدربي كرة القدم تتباين من مدرب إلى آخر، بيد أنهم يعملون كل بهدف تحقيق البطولات والكسب المادي قبل كل شيء وحفنة بسيطة تبحث عن الشهرة. أهداف «مشروعة» فيما نعتقد. أما كيف يخطط هؤلاء لتحقيق أهدافهم؟ فالإجابة قد تكون كامنة في توفر الظروف والإمكانات المناسبة في الفرق التي يعملون بها، بالإضافة إلى «المتغيرات» الشخصية. وكم من مدرب «كبير» فشل في أدق اللحظات، وكم من مدرب مغمور حقق نجاحات وطارت به الجماهير. التدريب «فن» يقوم على المعرفة والخبرة والظروف والإمكانات، وبين هذه وتلك يصعد مدربون ويختفي آخرون.

المعضلة المزمنة التي تعاني منها كرة القدم السعودية بعامة تتجسد جزئيا في ضعف القدرة على اختيار المدرب الأنسب في الظروف الملائمة. عند تعاقد فرقنا الكروية مع المدرب الأجنبي فإنها تعمل في هذا الاتجاه ضمن ثلاثة محددات أساسية هي: سجله وإنجازاته الرياضية، مطالبه المالية، القدرة على التواصل مع الآخرين.

نتساءل عن العناصر الأخرى المتعلقة بالمدرب قبل التعاقد معه؟ الغالبية لا تقوم بالتدقيق فيذلك، وإنما تحكمها المحددات المذكورة آنفا؟ ماذا عن القدرة على التواصل؟ والأساليب التدريبية، ووضع البرامج، والقدرة على تطوير القدرات الفنية والتكتيكية للفريق، وقراءة ومراقبة الخصوم والتخطيط والتقييم، والمهارات الشخصية الفنية، والتعاون مع الأجهزة الأخرى الإدارية والفنية وغيرها، والتكيف والتواصل مع اللاعبين والجماهير والصحافة، ومراقبة اللاعبين وحل مشكلاتهم؟ تلك تساؤلات متعددة مطروحة أمام للأندية.

لا ندعي أن الأندية كلها لا تملك الكفاءات الإدارية القادرة على التعامل مع مثل هذه المتغيرات والتعرف عليها لدى المدربين المستهدفين، غير أن «النسبة السنوية المتصاعدة» من المدربين الذين يتم الاستغناء عنهم أو «طردهم» لدينا تعتبر «مؤشرا» واضحا على أن هناك «خللا» في اختيار المدربين، وأن هناك «حاجة» ملحة لتفادي الوقوع في «براثن» «الدعاية» أو «الإعجاب الشخصي» أو مسايرة «التيار الكروي»! التعاقد مع المدربين عملية صعبة، والأندية بحاجة إلى تدبر طرق «أفضل» للاختيار تسهم في خفض «الهدر» المالي المتزايد(مقدمات العقد والشرط الجزائي وغيرها!) الذي تتكبده كل عام من خلال إنهاء عقود المدربين. المدرب = معرفة + تجربة+ قدرة على التواصل والاستقصاء+ إمكانيات وقدرات تدريبية ملائمة، لا شطارة وسبق إعلامي! وسرعة في توقيع عقد يلغى بعد شهور!؟