كلاسيكو «الاتحاد والهلال».. «ثأر وأوضاع مختلفة»!

هيا الغامدي

TT

في زمن هلال «كمبواريه» واتحاد «كانيدا» الأوضاع مختلفة والمقاييس بعيدة الحجم والقياس بعد أن اختلفت روابط اتفاق «الأوتوجينيك» المعهودة التي كانت تجمعهما مواسم كثيرة! ربما لأن «السحنة الفنية» قد خرجت عن المعتاد والمقبول والمعهود، وربما لأن «السحنة العناصرية» قد اختل توازنها الذهني والعصبي! وربما لأن الأهلي والشباب كانا قد خطفا الموسمين الأخيرين البساط من تحت أقدام الهلال والاتحاد في غمرة أوضاعهما الأخيرة!

الهلال والاتحاد سيتواجهان بقمة الحسابات شبه المتشابهة والأوضاع المختلفة، فالهلال يتصدر دوري زين السعودي بفارق شبه مهول عن الاتحاد السادس، والمزاج الفني للمدربين الإسباني كانيدا و«ابن عمه» الفرنسي كمبواريه شبه متوتر وغير مستقر بالذات في الجهة الاتحادية وخاصة بعد الخسارة «المذلة» الثقيلة أمام مواطنه «الجداوي» الأهلي قبل أيام! وهي تلك التي جعلت مسألة بقاء كانيدا مع الاتحاد تغلي على صفيح ساخن وإعلان رحيله أو «ترحيله» بعيدا عن الفريق أمرا عقلانيا وقرار قريب وهو الذي لم يحقق معه سوى السلبية والنتائج السيئة!

الفرنسي كمبواريه على الضفة المقابلة حتى مع تصدر الفريق الهلالي وحصده للنتائج الإيجابية الجيدة نوعا ما هو «شخص غير مرغوب فيه» إجمالا «كإقناع» غير مقنع، كما أنه لا يحظى بالقبول على الجبهتين الشرفية والجماهيرية لفريقه! يقاسمه ذلك كانيدا الذي «كاد» فريقه أكثر من مرة (ناديا/ ولاعبين/ وإدارة وأعضاء شرف) واستفزه بالتصريحات الجريئة (التهكمية) التي يسخر فيها من الكيان الاتحادي!!

أعتقد أن الإبقاء على مدرب بهذه المواصفات «المجنونة» مغامرة أكثر جنونا وهي سقطة عظيمة للإدارة الاتحادية «الحالية» التي لا تحظى أساسا بالقبول والرغبة باستمراريتها عطفا على فشلها الذريع في تحقيق أي نجاح على أي صعيد يذكر، وبالذات في مسألة تراكم الديون والمشكلات المالية والإدارية الأخرى! أضيف إليها قائمة اللاعبين «المستفزين» وعلى رأسهم هزازي نايف المنشغل «ذهنيا» حد الاحتراف بالإمارات والذي يبدو أنه سيغير قبلته الاحترافية إليها عما قريب! و«كريري» المتظلم ماديا ويطالب بمستحقاته ويلوح بالانتقال للهلال! والبقية..!!

تلك الأوضاع الفنية والإدارية السيئة للاتحاد «تغري» أي فريق للعزف على أوتارها، فما بالك بالهلال حتى وإن أصبح مع كمبواريه كالخبز الفرنسي «البائت» بلا طعم أو رائحة ولكنه فريق عملي يقدم حتى الآن ما عليه، وحتى مع إعلان قائمة المهاجرين الجدد للأصقاع المجاورة بمن فيهم «الفريدي» للاتحاد و«هوساوي» للأهلي، «والعتيبي»...! ومعاناة الفريق من «فرط الثقة» بمركبات نقص ذاتية عانت مع نفسها قبل أن يعاني منها الفريق، مع غياب «الإقناع» كعمل جانبي والمتعة المعروفة عن اللحن الهلالي!

كانيدا أهمل استخدام «ورقة النجوم» ولم يتعامل معها بشكل جيد كمن سبقوه بحجة إمكانات «كبر السن» التي يراها هو محدودة غير أنها «طاقات» تتفجر بالملعب بمن فيهم «كلمة السر» الاتحادية محمد نور!

كلاسيكو الثأر.. والنار على طريقة الإسبان في لقاءات البرشا والريال والتي ستجمع الاتحاد بالهلال في أطهر البقاع على وجه المعمورة (مكة) شرفها الله وعظمها ولأول مرة، أرض «محايدة» نظريا ظاهريا ولكنها تحوي على شعبية طاغية للزعيم تفوق ما بها للأهلي والاتحاد مجتمعين! مع الأمنيات للكلاسيكو بالتوفيق في ظل الظروف الراهنة الفنية (المزاجية) والطقسية السماء الملبدة بالغيوم هلاليا، والعاصفة الاتحادية الشتوية المنتظرة على أصعدة عدة.. ربنا يستر!

[email protected]