تركة مرسي.. للمعمر وعيد

مساعد العصيمي

TT

من أشد ما لفت نظري في معمعة الانتخابات السعودية لاختيار رئيس لاتحاد الكرة السعودية.. أن ثقافة الخوف والعاطفة والتأكيد على الانحياز حاضرة في الوسط الرياضي السعودي.. وإن كان هذا الوسط يرى في هذا التنافس بين المرشحين أحمد عيد وخالد المعمر قفزة كبيرة في إطار الوصول إلى المفضلين عبر صناديق الاقتراع.

الخوف الظاهر تجاه المرشحين يبنى على الانتماء الكامل كل منهما لكيانه الصغير الذي حضر منه.. وعليه فإن جدلية أن يمرر ما لا يسمح بتمريره حاضرة، بل إن هناك من يجزم بحدوثها.. أحمد عيد مع ناديه الذي قدمه وقبل ذلك عاش في أرجائه الأهلي، والمعمر باتجاه الشباب والهلال.

ليس هذا بيت القصيد بل إن ما أرمي إليه يشبه الحالة العربية الأكبر والمتمثلة في الشأن المصري الكبير وفيه أن الرئيس محمد مرسي رغم أن من أحضره صناديق الاقتراع إلا أنه يمثل الفكر والتوجه الإخواني وعليه فإن أجندته وتوجهاته لبلاده لا بد أن تمر عبر حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للإخوان.. ومثله كان سيفعل أحمد شفيق للجانب الذي حضر منه لو قدر له أن يكسب.. وفي الشأن السعودي الكروي المتواضع جدا والصعب القياس بما لدى مصر يبدو أن ثقافة الانتماء للمكونات على حساب الشأن العام هي ما يأخذ بلباب المترشحين، وعليه فإن من سيفوز لا بد أن يكون ممثلا للأجندة التي قدم منها ولو على حساب العدالة.. نحن لا نجزم بذلك ولا نلمح له.. بل إنها ثقافة العمل التي عرفناها منذ عقود ويبدو أنها ثقافة عربية ضاربة الجذور في أرضنا العربية الطيبة وفي أنفسنا كذلك.. وأحسب أن جذور القبلية التي ما زالت «تعشعش» في رؤوسنا هي من يقود ذلك ويؤطره.. وعليه فلا بأس أن شبهنا مرسي بالمعمر أو عيد.. ولا غضاضة في ذلك مادامت أنها مقارعات عربية تتفق في الفكر والتوجه حتى لو كان الأمر كرة قدم وليس سياسة كبيرة بحجم حكم مصر.

الشاهد أن التلاسن قائم والتشكيك حاضر في معمعة المترشحين الكرويين، وإن كان لم يصدر من المعنيين بالترشيح.. إلا أن مناصريهم كل قد أشبع الآخر إسقاطا ولؤما.. ناهيك عن الوعود الضخمة التي باتا يتباريان بالوعد بتنفيذها.. تلك التي أحسب أنها ستشبه وعد المائة يوم الذي أطلقه مرسي لتحقيق كثير من الأحلام المصرية ولم يحقق ولو جزء بسيط من وعوده خلالها.. لكن حسبنا - نحن الكرويين - أننا سنكون قادرين على التغيير بعيدا عن سطوة الإخوان.. وتهديدات السلفيين.. لأنها مجرد كرة قدم.. ولن نتقاتل لأجلها خاصة أنها من حقارتها تركل بالأقدام وقبل ذلك تصنع من جلد حيوان ميت؟!

[email protected]