كرة القدم الإيطالية ممتعة

لوكا كالاماي

TT

«كرة القدم الإيطالية من دوننا ستكون أكثر فقرا وأقل مهارة» كان هذا التصريح يوم 18 يوليو (تموز) الماضي، عندما رحل السويدي إبراهيموفيتش عن الميلان مع هذا التوقع الذي كان يعزف كحكم وإدانة على الرداءة. ومن لم يحسد باريس سان جيرمان المنتعش بأموال القطريين الذي حمل إليه إبراهيموفيتش والبرازيلي تياغو سيلفا والأرجنتيني لافيتسي وأيضا شاب من ذهبٍ يسمى فيراتي، فليتفضل برفع يده. وللحظة وقعنا في أزمة الهوية. وبعد ثلاثة أشهر بالتحديد فتح زلاتان مجددا الأبواب أمام الميلان والدوري الإيطالي وعالم كان قد انتهى بغطرسته المعتادة. وعلى الأرجح نحن لا نزال نفتقده بالفعل. إن كرة القدم الإيطالية حية وتتمتع بحالة جيدة. ولم نعد من ضمن الفرق الأوائل في تصنيف «الويفا»، لكننا قادرون على التنافس ومستمتعون به مع مستقبل مشرق ومذهل. وفي مواجهة السرعة والأثرياء الجدد الذين يواصلون تجاهلنا والهياكل (الملاعب) التي لا تثير الاهتمام من أجل المشاركة، يعتبر الدوري الإيطالي عرضا ثريا. وبالتأكيد، كان برشلونة ويظل كوكبا آخر. وهناك أمور كثيرة تتعلق بناديي مدينة مانشستر. لكن ترتيب الدوري الإيطالي يشير إلى ثلاثة فرق منحصرين في 5 نقاط وستة فرق في 9 نقاط، وأن متصدر الدوري الإيطالي اليوفي قد خسر في المواجهات المباشرة أمام الإنتر والميلان وعانى في انتزاع التعادل السلبي أمام فيورنتينا. وهو توازن يدل على المهارة. وفي كرة القدم الإسبانية، فإن المصنف الثالث في الترتيب يبعد 11 نقطة عن برشلونة وفي الدوري الإنجليزي يبعد 10 نقاط عن مانشستر بقيادة فيرغسون. ويبدو بالفعل أن كل شيء مكتوب.

لكن، لا يوجد هذا التوازن فقط في فرق القمة لضمان قيمة كرة القدم الإيطالية. إن الدوري الإيطالي قائمة ثرية بالأبطال. حيث يوجد المستخدم المؤكد الذي يمكن أن يتم تلخيصه في 4 أسماء (توتي وبيرلو وكاسانو وكلوزه). أبطال لا يزالون اليوم، يساوون بمفردهم قيمة التذكرة. ولدينا بعض «النجوم الكبار» كلاعب أوروغواي كافاني ويوفيتيتش ودي روسي وماركيزيو وهيرنانيز. ويقدرون تقريبا بـ200 مليون يورو من القيمة الكروية. فهم نجوم يثيرون اهتمام شيوخ الأندية والروس. وقريبا من الممكن أن ينضم إلى كرة القدم الإيطالية لاعبون أفذاذ مثل اللاعب الإيفواري دروغبا والبرازيلي باولينهو. وهم لاعبون يتودد إليهم الجميع لكنهم يعتبرون اليوفي والإنتر من ضمن الاختيارات الأولى. لكن المعلومة الأهم التي تتجاوز أي فريق مثير للإعجاب لعب على أرض الملعب هي أن فقدان بعض الأبطال أجبرت حركة الدوري الإيطالي أن تكون في مسار اللعبة، وأن تستثمر أموالها على الشباب. ونجحت العملية. واليوم تمتلك كرة القدم الإيطالية البطاقة الأكثر ثراء على مستوى مشاريع الأبطال، من الفرعون الصغير ستيفان الشعراوي إلى بوغبا ومن إنسيني إلى ديسترو، ومن لاميلا إلى ماركوينوس ومن بيانيتش إلى أغبونا. وهي المواهب التي ستضمن قيم ومهارات فيما يتعلق بحركة الدوري الإيطالي خلال الـ10 سنوات المقبلة. وإذا تمكنا من تجاوز هذه الموجة سريعا، سيعود دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكي يكون مسرحا ذا شأن. وسيشعر الآخرون بأنهم الأفقر.

ومن الجيد أيضا ذكر أن كرة القدم الإيطالية على مستوى النتائج لا يزال يرتفع سريعا. وتجاوز 5 فرق من ستة فرق إيطالية الجولات التمهيدية (وأودينيزي، على الرغم من إقصائه، فاز على ليفربول).. وربما لن نكون الأوفر حظا في بطولة دوري أبطال أوروبا، لكن في قرعة ثمن النهائي لا أحد من الفرق الكبرى سيكون سعيدا «بصيد» اليوفي والميلان. وهيا لنثير الخوف في قلوب الجميع وهذه هي الحقيقة من خلال اللاعبين.