كلوزه يتألق في جملة هجومية مثالية

أندريا سكيانكي

TT

إنه فوز الصبر والتزامن. وينتظر فريق لاتسيو ولاعبه الألماني المخضرم كلوزه اللحظة المناسبة، حيث إنهم يعانون ويبذلون أقصى ما لديهم عندما يتحفز الإنتر، ثم يضعون الضربة الحاسمة، وليدة الحركة المثالية والحدس المتميز. وكل شيء يتحرك على العمود الفقري ماوري - كلوزه؛ اللاعب الأول يتلقى الكرة ويرفع رأسه ويرى لقطة اللاعب الهولندي الذي يتخلص من خط دفاع الإنتر المكون من اثنين ثم يخدمه بتمرير الكرة إليه؛ واللاعب الثاني يخترق بين مدافعي الإنتر ويصل إلى المنطقة في الوقت المثالي وبدقة نادرة يسجل الكرة في شباك السلوفيني سمير هاندانوفيتش حارس مرمى الإنتر. وهو الهدف الذي كسر المباراة، وهو أيضا جملة رائعة ونموذج ينبغي أن تتم دراسته في مدراس كرة القدم. ويعتبر كلوزه، الذي كان قد توافرت لديه بالفعل فرصتان (وتم إهدارهما) لاعبا ذكيا في إدراك أنه بشأن ما يسمى «الكرات المكشوفة» (أي من دون تغطية من جانب الإنتر) فإن خط دفاع فريق الإنتر لن يتحرك إلى الوراء، إذن هناك مساحة لعمل التمريرة في العمق. والباقي هو ببساطة نتيجة الحركة التي تم تنفيذها بشكل جيد.

وقيل إن المباراة ينبغي «تفكيكها» في الشوط الثاني، عندما غيّر الإنتر من طريقة لعبه (وانتقل إلى طريقة اللعب 4-4-2) وعندما تنتشر الفرق في مساحات الملعب، ينبغي الإشارة إلى كيف أن لاعبي الوسط المهاجمين، مثل كلوزه وميليتو، يعتبرون عدسة اللعب المقترح. ويتدخل اللاعب الألماني، حتى وإن كان ليس في أمسية كبيرة للغاية (كما شهد الخطأ التافه أمام حارس المرمى السلوفيني هاندانوفيتش قبل قليل من تسجيل الهدف) في المناورة، ويتم استدعاؤه كثيرا بسبب زملائه، فهو نقطة مرجعية ثابتة. جدير بالذكر أن كلوزه قد لمس الكرة 45 مرة واستعادها من الخصم مرة واحدة وأضاع واحدة فقط وتلقى خمسة أخطاء، وبهذه الطريقة يستطيع الفريق أن يتنفس الصعداء مجددا. وعلى العكس، لمس الأمير الأرجنتيني دييغو ميليتو مهاجم الإنتر عددا أقل من نصف الكرات التي لمسها الألماني كلوزه (فقط 22 كرة)، وأهدر الكثير، وأصاب منها القليل للغاية، وإذا لم يقم بهذه الكرات الثلاث المؤثرات من التسلم والتسليم سيكون «من ضمن الحد الأدنى للأجور». وكان اللاعب الألماني أكثر نشاطا وردا للفعل حيث قام بإطلاق كرة طولية واحدة وكرتين عرضيتين وخمس كرات تسلم وتسليم. وبالتأكيد، هو ليس لاعبا صلبا في الاحتكاكات (حيث أهدر أربع كرات وفاز بواحدة فقط)، لكن مع وجود الكرة بين قدميه يتمكن من التعامل مع الكرة بشكل جيد؛ وقام بعمل ست مراوغات، وأصاب منها في أربع وأضاع اثنتين فقط. وهو ما يعني أن مدافعي فريق الإنتر ينبغي عليهم أن يظلوا يقظين دائما عندما يتحرك كلوزه فهو لاعب خطير.

وفي مباراة لن يتم ذكرها بسبب الأسلوب الجمالي واللعب الكورالي، في النهاية هو فعل الفرد في اتخاذ القرار؛ وبالفعل هو ما يفتقده فريق الإنتر، حتى وإن كان لا ينبغي أن تمر ضربتا غوارين وكاسانو من دون ملاحظة. وتكمن المشكلة في أن الفريق لم يتمكن من تزويد ميليتو ووضعه في حالة الركل نحو المرمى بضربة مؤكدة. وإذا لم يحاول الأمير الأرجنتيني ميليتو، في مباراة بأكملها، أن يقوم حتى بمراوغة واحدة، إذن هذا هو الظلام الكثيف.