روشتة الإنقاذ..

أحمد صادق دياب

TT

* أستغرب وبشدة ممن يطلق عليهم نقاد رياضيون، وهم يتشدقون علانية، ويدعون أن مستوى الدوري هذا العام في هبوط، وهي مقولة ليست بالجديدة أو الغريبة، فالعام قالوها على الرغم من التنافس المحموم ما بين الشباب والأهلي وإلى آخر مباراة للحصول على كأس البطولة. والسنة تكررت كثيرا على ألسنة البعض وأخذ آخرون يكررونها بلا فهم وبلا نظرة واقعية تجاه كرة القدم.

* هم يشيرون إلى أن تصدر الفتح للمسابقة بلا هزيمة حتى الآن دليل على ضعف المنافسة، وأنا أعتقد عكس ذلك تماما، فهو دليل على عافية المسابقة السعودية وقدرتها على إنتاج فرق قادرة على صناعة الفارق.

* مشكلتنا أننا نخلط الواقع ونحاول أن نسخره ليساير عاطفتنا، وما نميل إليه، وإذا انحنى الواقع للمعطيات الجادة التي لا تتماشى مع رغباتنا، وضعنا أعذارا واهية لنقلل من نجاح الآخرين، بدلا من أن نتعلم درسا مما قاموا به ليتمكنوا من السباحة عكس التيار إلى بر الصدارة.. ومن خلال هذه المحاولة اليائسة نقتل جهودا كبيرة بذلها من تمكن من تبديل المعادلة الكروية، وتغير شكل الخريطة الدائمة في المسابقة السعودية.

* البعض بالتأكيد أنصف الفتح وكتب عن أسباب تفوقه ونجاحه، وهو يستحق بكل تأكيد، ولعل أهم مسببات نجاحه من وجهة نظري هي الواقعية الشديدة التي يلعب بها مدربه التونسي فتحي الجبال، وقدرته على تفصيل خطة لكل مباراة تتماشى مع قدرات لاعبيه، بعيدا عن المغامرات غير المحسوبة.

* ربما يفهم البعض كرة القدم من مبدأ الفوز فقط، ولا يرى ولا يتقبل أبدا إمكانية أن يخسر فريقه المفضل، على الرغم من أن هذا جزء من اللعبة، والهزيمة لا يمكن أن تقلل من مكانة الفريق، وليس عارا يوجب أن نخجل منه.

* إن فاز الفتح ببطولة الدوري، فبلا شك أنه يستحق ذلك فقد عمل بصمت، وبفكر احترافي عال جدا، ويجب أن نشجعه على هذا المسار بدلا من طعنه بالقول إن المسابقة ضعيفة.

* أيام قليلة تفصلنا عن معرفة الرئيس المقبل للاتحاد السعودي لكرة القدم، في تجربة جديدة وفريدة على مجتمعنا الرياضي، لا يهم من يفوز في هذه الانتخابات، بقدر أهمية أن يحمل لنا برنامجا قابلا للتطبيق العملي يمكن له أن يقدم وجها جديدا يهتم بالمشكلات التي تعانيها الأندية، ويكون قادرا على بلورة برامج المنتخبات السعودية من دون تشابك أو إخلال في المسابقات، وتكون اللوائح والقوانين هي الفيصل في الحكم.

* مرحبا بأحمد عيد الرجل الخلوق الذي عرفت عن قرب حرصه التام على تطبيق القانون، ورغبته الأكيدة في تقديم خبراته وتسخيرها لصالح الكرة السعودية، ومرحبا بخالد المعمر الذي أعرف عنه حرصه الشديد على إحداث تغيير جذري في كيفية إدارة الاتحاد.. من يرشحه الأعضاء سيكون بالتأكيد الأنسب للمرحلة المقبلة.. وأكرر لا يهم من الرئيس المقبل طالما يحمل روشتة الإنقاذ.