قراءة في ملفات (خليجي 21)

هيا الغامدي

TT

اقترب العد التنازلي لبطولة الخليج المزمع إقامتها في البحرين مطلع العام الميلادي 2013م، قرعة منتخبنا أوقعته بالمجموعة الأقوى حيث العراق متصدر الفرق الخليجية تصنيفيا، والكويت المنتخب حامل اللقب الأخير، المنتخب الجاهز للبطولة تحديدا تحت كل الظروف بحكم الارتباط الكيميائي (الهارموني)!! إضافة لليمن الفريق الذي بدأ البطولة الخليجية بقوة ثم هوى.

انطلاقة البطولة كما هو متعارف عليه بدأ من فكر الأمير خالد الفيصل ومر بعدة محطات كان الأبرز من خلالها كتأثير (أزرق الكويت) الأكثر فوزا على الرغم من تلك السنوات التي كان فيها منتخبنا الأقوى والأبرز والأكثر حضورا وتشريفا بالمحافل الدولية! واستشهد بكلام الشيخ عيسى بن راشد الذي قال إن من يظفر بهذه الكأس دائما ليس الأفضل مدللا بمنتخبنا السعودي (أيام عزة)!

والمنتخب الكويتي بسيطرته على هذه الكأس يذكرني بمنتخب (الأوراغواي) في (كوبا أميركا) تخيلوا قارة كبيرة تجمع عملاقين كرويين كالبرازيل والأرجنتين يتفوق فيها المنتخب (الأوراغواني) ويحصد الكأس (بالتخصص) كأكثرية وكيميائية مرتبطة!

والمفارقة الجميلة أن البحرين المستضيف حاليا هو ذلك البلد ذا البصمة الأولية على البطولة وانطلاقتها وهو الذي استضافها ولأول مرة قبل أكثر من أربعين عاما، والمعلومة التي قد لا تكون معروفة لدى الجميع أن الملك فيصل بن عبد العزيز يرحمه الله أول من طالب بإقامتها بالبحرين حتى تنال عضوية الفيفا عام 1970م، والمفارقة الأغرب أن البحرين لم يسبق لها أن أحرزت الكأس الخليجية طيلة مشوارها الكروي حتى الآن، وربما يكون لها رأي آخر هذه النسخة مع مدربها المشبع حد اللامعقول بكرة المنطقة وبالذات السعودية (كالديرون)!

منتخبنا لم يسبق له إحراز هذه الكأس إلا ثلاث مرات مرتين بمدرب سعودي محمد الخراشي (94م) ناصر الجوهر (2002م)، ومرة واحدة أجنبي فاندرليم (2003م)، كما حقق الوصافة آخر مرتين بعمان واليمن، وبإذن الله (الثالثة ثابتة) ونحقق اللقب الحالي بالبحرين.

أعجبتني فكرة اختيار طواقم تحكيم متكاملة من البلد نفسه خاصة أن الاختيار وقع على خيرة حكام المنطقة علي حمد إماراتي، وخليل جلال سعودي، ونواف شكر الله بحريني وهم المرشحون لقيادة مباريات مونديال البرازيل المقبل 2014م.

أعجبني أكثر المقترح الذي تقدم به أمير منطقة مكة صاحب الفكرة الخليجية بخصوص تحويل دورة الخليج (لأولمبياد) تشارك من خلاله جميع الألعاب، أعتقد أن تلك الرؤية الشاملة إن اعتمدت بمقدورها رفع مستوى الألعاب الأخرى وبالتالي مشاركات أكثر إيجابية للخليجيين بالألعاب الأولمبية قاريا وعالميا، حيث ستكون هناك قاعدة تنطلق منها ونتائج مشرفة بالمحافل الأكبر جغرافيا!

استثني من قوائم الإعجاب الأصوات التي تنادي بضرورة الصبر على منتخبنا وإعطائه مزيدا من الفرص المستقبلية عطفا على مبدأ (البناء)، تخيلوا كم سنة ونحن نسمع (نغمة) البناء من بعد 98م للآن والبناء على ما هو والأسوأ أنه مع كل مدرب يتراجع ويعود للبناء من جديد على أرض فضاء حتى أصبح كل من يأتي لتدريب منتخبنا (يدندن) على تلك النغمة و(المخرجات) لا شيء!!

تخيلوا (أسطوانة) البناء تلك كيف أعادت منتخبنا لما بعد المئوية بمراحل! سؤال متى سيكتمل البناء لتبدأ مراحل (التشطيب النهائية) لنعود كما كنا وبدأنا، سقى الله عامك يالـ94م خيرات ومكتسبات وإنجازات موندياليا وقاريا وإقليميا ويا رب تعود!!