أحمد عيد.. آسف

مسلي آل معمر

TT

قبل أكثر من شهرين وعشرة أيام حينما كان أحمد عيد المرشح الوحيد لرئاسة اتحاد الكرة، كتبت في هذه المساحة مقالا بعنوان (لا تنتخبوا أحمد عيد)، وكنت أعني فيه باختصار: أن على أحمد عيد أن يسأل نفسه أولا هل هو قادر على تطبيق اللوائح على الجميع بصرامة، إذا كانت إجابته لا فأتمنى منه أن يقول معنا جميعا لا تنتخبوا أحمد عيد..

ويبقى الآن السؤال المعلق في ذهن كل رياضي ومتابع ماذا يجب أن يفعل عيد لكي ينجح في مهمته؟.. ولأن إجابة هذا السؤال على الأقل بالنسبة لي تحتاج إلى صفحات لكتابتها، لذا سأكتفي بذكر الأهم فالمهم، وقبل ذلك لا أنسى أن أقول: من الظلم أن لا نعترف بخبرة أحمد عيد لاعبا وإداريا وعضو اتحاد، كما لا يمكننا أن نتجاهل تأهيله الأكاديمي العالي، ولا ثقافته الواضحة التي أظهرتها المناظرة، لكن كل هذه المزايا لا قيمة لها إذا لم يتدرب على أن يقول (آسف طال عمرك) لمن يطلب منه استثناء أو خرقا للوائح سواء كان هذا الشخص لاعبا أو إداريا أو شرفيا أو من خارج أسوار الاتحاد أو الإطار الرياضي. والحقيقة أن هذه الجملة من الصعب أن تظهر دائما في مجتمعنا، فقد سبق أحمد عيد شخصيات أكثر نفوذا وقوة لم يقولوها في حالات معينة لاعتبارات قد نقبلها ونتفهمها، لكن «فيفا» لا يقرها ولا يقبلها إطلاقا.

ولكي تكون المطالب في حدود المعقول أظن أننا نحتاج إلى مسابقات منظمة لا تدمرها كثرة التوقفات ولا تهزها التأجيلات والتقديمات، نريد لوائح تضبط أسعار انتقال اللاعبين المبالغ فيها، نحتاج أيضا إلى بيئة احتراف تمكن اللاعبين والمدربين من تسلم حقوقهم نهاية كل شهر، ننتظر تشجيعا لعمل الأكاديميات والفئات السنية في الأندية.

عزيزي أحمد عيد.. لقد كثرت الأحاديث والاتهامات في الآونة الأخيرة حول التلاعب في النتائج والرشاوى، لكن الاتحاد السعودي لم يحرك ساكنا، بل إن هناك قضايا موثقة صوتا وصورة مثل قضية الوحدة ونجران لكنها حفظت أو جمدت بقدرة قادر، هل تعلم أيها الرئيس الجديد أن (دمدمة) مثل هذه القضايا يشجع على انتشارها أكثر فأكثر، وذلك لسبب بسيط وهو أن من يقدم على مثل هذه التصرفات قد أعطي الأمان بطريقة غير مباشرة؟

في النهاية لا أستطيع إلا أن أدعو لك يا أحمد عيد بالتوفيق والسداد، وأن يعينك على التمسك بسبحة اللوائح لكي لا تنفرط، فأنت تعلم أنها إذا انفرطت في المرة الأولى فإنك ستمضي بقية السنوات الأربع في محاولة البحث عن حبيباتها، وكل ما عثرت على واحدة باليد اليسرى سقطت البقية من يدك اليمنى كفانا الله شر السقوط.